[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي محمد الحسون[/COLOR][/ALIGN]

** عندما طلبت منا أن نقبل اعتذارها في مواصلة كتابة زاويتها كل يوم جمعة من المحبرة اليمنية لضرورة إجرائها لعملية جراحية وصفتها بالخطيرة لم نكن نتوقع أن تأتي النتيجة حسب توقعها، فعندما نشرنا رسالتها المقتضبة كنا نأمل أن نلتقي بها بعد شفائها من عمليتها الجراحية،ولهذا رحت أكتب في موقعها على أن يكون مؤقتاً حيث عنونت الزاوية من المحبرة اليمنية بـ \”مؤقتاً\”، لاجد نفسي متورطاً في الحلول مكانها. وهو أمر غاية في الصعوبة فهي صاحبة رؤية وقدرة على التعبير عن رؤيتها بشكل واضح وسلس.
إن الدكتورة \”رؤوفة\” رحمها الله التي ارتبطت بالبلاد منذ أكثر من عامين كونت لها قاعدة من القراء في المملكة انعكس ذلك في الاتصالات الهاتفية التي تلقيناها عند نشر خبر وفاتها رحمها الله.
وهي اتصالات من فئات شتى تدل على مدى تغلغلها في نفوس قرائها.
** تأتي وفاتها واليمن التي أحبت وعشقت تعيش \”عصفاً\” مريعاً ودامياً وإن كانت تلوح في الأفق بوادر نهاية لذلك العصف الرهيب.
قبل أشهر أتاني صوتها من صنعاء لأول مرة ولآخر مرة وهي تقول إنني أنتظر الموت في كل لحظة ولا أراه إلا قريباً جداً، كنت استمع إليها وصوتها كأنه \”يغطرف\” وهي تتحدث بإيمان عميق عن نهاية الإنسان الذي يجب عليه أن يتقبل هذه النهاية بكل شجاعة وثبات.إن هذه الحياة الدنيا ما هي إلا مرور ألم يطلق عليها بأنها \”حياة الدنيا\” وفي الوصف دليل قوي على تفاهتها – ها.. ها وقفلت السماعة : وأنا في ذهول شديد لما سمعته منها. لتواصل في بعث مقالاتها باستمرار وبإصرار على عدم انقطاعها وهي في أشد حالاتها من الألم المريع الذي كانت تعاني منه.
وأذكر أن سألتها عن نوعية المرض الذي تشكو منه لكنها قالت إنك لا تستطيع عمل أي شيء لتخليصي منه فما في داعي لكي أذكره لك: إنني مؤمنة بقضاء الله وقدره فهو العالم بمكنون نفوسنا وهو القادر على شفائنا مما نعاني منه، فأرجو المعذرة في عدم الإفصاح عما أعاني. وإن ذهبت إلى خالقي فادعو لي بالرحمة والغفران.
إنها سيدة – شديدة – الإيمان – شديدة الصبر على عوادي الزمان.
لقد أصبنا بحالة ذهول ونحن نستلم خبر وفاتها ورحيلها من هذه الدنيا.
رحمها الله وأسكنها فسيح جناته.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *