[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]سلمان بن محمد العُمري[/COLOR][/ALIGN]

أمرنا الله بالاعتدال في جميع الأمور ، ومن ذلك الاعتدال في المأكل والمشرب. وفي سائر مانحتاج إليه من نفقة أيضا.
والأزواج يتفاوتون في تطبيق المنهج الرشيد في إنفاق المال ، إلا أن سمة التضاد بين الأزواج هي شح الرجال وإسراف الزوجات ، وعادة ما تكون الشكوى بين الزوجين في هذين الأمرين ، فتهمة الزوجات لأزواجهن الشح والبخل والإمساك ، وتهمة الأزواج للزوجات بالإسراف والتبذير .
وديننا الإسلامي بكماله وتمامه – ولله الحمد – أرشدنا إلى المنهج القويم في الإنفاق ، كما دلت الآيات الكريمة السابقة ، فلا إسراف ولا تقتير ، وإنما الاعتدال في سائر أمورنا وحياتنا ومتطلباتنا ومعاملاتنا ، ديننا لم يدع شيئاً فيه مصلحة إلا وأمرنا به ، وما من أمر فيه مفسدة ومضرة إلا نهانا عنه ، فهو دين الخير للبشرية جمعاء ، فما من شيء فرضه الله علينا إلا وفيه صالحنا ، وما من شيء نهينا عنه إلا وفي تركه الخير ، وفي اقترافه الشر .
والإسلام حينما ينهى عن الإسراف في كافة شؤون الحياة لأنه يدرك أثر هذا الإسراف مستقبلاً ، بل إن الرسول الكريم أرشدنا إلى الاقتصاد في استخدام الماء ، فقال :\”لا تسرف ولو كنت على نهر جار\” ، فكيف بالإسراف في ميزانية البيت التي لا تقارن بالنهر الجاري .
والقصد والتوازن مطلب أساسي في حياة الناس ، وخاصة بين الزوجين ، وإذا كانت الزوجات مطالبات بالاعتدال في مصاريف المنزل والأسرة ، من ملبس ومأكل .. فإن بعض الأزواج مطالبون أيضاً في الإنفاق على أهل بيتهم وفقاً لإمكاناتهم ، وأحوالهم المادية ، وباعتدال دونما شح أو إسراف وتبذير، فالاعتدال في النفقة واجب ، فلا ينزل إلى حد البخل والتقتير على نفسه وأهله ، ولا إلى الإسراف والتبذير ، وديننا دين الوسطية والاعتدال في كل الأمور ، فلا تضييق إذاً على الأهل ، والتقصير معهم ، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :\”أفضل دينار ينفقه الرجل دينار على عياله ، ودينار ينفقه على دابته في سبيل الله ، ودينار ينفقه على أصحابه في سبيل الله\” .
فعلى الرجل ألا يبخس حقوق أهله ، ومن بينها النفقة الطيبة المباركة التي يكون مصدرها حلالاً ، ثم يطعمهم ويكسيهم من الطعام الطيب ، والملبس الجميل ، والإحسان إليهم ، وعلى المرأة ألا تثقل على زوجها بكثرة طلباتها ، والإسراف في مال زوجها ، وأن تتقي الله في زوجها ، وفي ماله .

alomari 1420 @ yahoo . com

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *