[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]خالد عوض العمري[/COLOR][/ALIGN]

ربما كانت الميزة الأساسية لمواقع التواصل الاجتماعي التي مثلت ذروة الإعلام الحديث هي غياب الوصاية بجميع أشكالها ومنح الحرية للأفراد بغض النظر عن اتجاهات تفكيرهم واختلاف رؤاهم,وقد كان لهذه الميزة دور بارز في اكتساح هذه المواقع وتسيدها للمشهد الإعلامي ولفضاءآت التواصل,وقد كان لجو الحرية المطلقة في هذه المواقع بعض الآثار السلبية الطبيعية والتي لا يمكن مقارنتها بالنواحي الإيجابية والفوائد التي نتجت عن هذه المواقع,وربما كان تويتر هو صاحب الشعبية الأكبر نتيجةً لطبيعة التواصل المرنة والسريعة من خلاله,ولاشك عندي أنّ لغة الخطاب في هذا الموقع تحتاج إلى تحليلٍ عميقٍ ودراسةٍ مستفيضة ليس مكانهما هذا المقال,ولكن المتتبع \”للهاشتاقات\” التي تستحوذ على نصيب السبق من المشاركين سيصل لنتيجةٍ مؤلمة وهي أنّ هذا المجتمع مغرمٌ بالفضائحيات واللغة الحادة المؤذية والمفاصلة الواضحة,والوصول لهذه النتيجة لا يحتاج إلى كبير عناءٍ ولابحث.ولكن مالفت نظري في الفترة الأخيرة هو نمو فئة الشاتمين والشامتين واللاعنين في هذا الموقع وهذه الفئة التي أسميها شبيحة تويتر عبارة عن مجموعات من أدعياء الوصاية ومن مدعي التدين والدفاع عن الدين,وقد دأب هؤلاء على متابعة تغريدات كل من يختلف معهم في محاولةٍ لتصيد أخطائهم وتأويل تغريداتهم بشكلٍ ضحلٍ وسخيف وشرير,ثم تبدأ بعد ذلك محاولة تجييش الناس على صاحب التغريدات ووضع عشرات الهاشتاقات لمهاجمة صاحب هذه التغريدة والاحتساب عليه ومحاولات استعداء الجهات الرسمية ضده,كل ذلك يتم- للأسف- تحت دعاوى الدفاع عن الفضيلة والدين والأخلاق والحق, ومن خلال لغةٍ وضيعةٍ ومفردات شتمٍ ولعنٍ وسبٍ وتخوينٍ وتفسيقٍ وتكفير,ورحم الله الإمام مالك حينما قال:\” إذا رأيت الرجل يدافع عن الحق,فيشتم ويغضب ويسب,فاعلم أنّه معلول النية,لأن الحق لا يحتاج إلى هذا\”.وقد أصبحت الكتابة في تويتر مقلقةً لكل من يريد أن يعبر عن رأيه لأن هؤلاء الشبيحة المتكاثرين في تويتر من النوع الذي يفجر في الخصومة ويكذب في الدعاوى ويمارس أقبح أنواع الجهل عند تفسير الكلام أو محاولة شرحه وتأويله, فيذهب بالكلام إلى غير ما أراد كاتبه ويعتسف الكلمات ليلقي بها بعيداً عن هدفها الواضح,وهذا هو الجهل الغبي الحاقد والشرير الذي يتفرد به شبيحة تويتر ويتفوقون على الجميع به.

Twitter: @knfalamri
facebook.com/knfalamr

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *