[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي محمد الحسون[/COLOR][/ALIGN]

** في أواخر السبعينات وبداية الثمانينات الهجرية كانت هناك شبه شبكة مواصلات للنقل الداخلي قام بها «هلال العمري» تجوب شوارع جدة أي قبل اكثر من خمسين عاماً تقريبا وهي تجربة ناجحة كان المؤمل أن تتأصل لتكون ركيزة لوجود وسيلة نقل لا تقل عن أي وسيلة نقل في العالم تنظيماً وانضباطاً ودقة. لكن الذي حدث عكس ذلك تماما. اختفت حافلات «العمري» وضاع ذلك التاكسي القديم «تاكسي الرويس» الذي كان يحشر الناس داخله كعلبة ساردين. لتنتشر الحافلات الصغيرة ولكن سرعان ما تناقصت عند ظهور حافلات النقل الجماعي الذي استبشر به في منتصف التسعينات الهجرية. والذي اطلقت عليه احدى الزميلات من الكاتبات – النقل الاجباري وبدأت اعتراضات اصحاب الحافلات الصغيرة «خط البلدة» واحتجاجاتهم بأنهم قد زوحموا في مصدر رزقهم ولكن مع مرور الايام سجلت شركة النقل الجماعي تراجعها وفشلها وغابت عن الشوارع. وقد قيل ان سبب ذلك قصور في الادارة وان الشبكة لم تغط كل نقاط التجمعات في «المدينة» وانها لم تلتزم بمواعيد الوصول والانطلاق وان هناك من يستخدمها قد لا يدفع قيمة المشوار. فعادت من جديد الحافلات الصغيرة تدب في الشوارع وهي في حالة يرثى لها شكلاً وتنظيماً في حركة سيرها فهي تقف في أي مكان وتتحرك متى شاء قائدها.
إن مدينة كجدة بهذا التوسع العمراني وبهذه الحالة التي تعيشها شوارعها من الازدحام جديرة بوجود شبكة مواصلات حديثة بها.فمن الصعب ان تبدأ فكرة وجود شبكة نقل عام قبل أكثر من خمسين عاماً مع ندرة ازدحام الشوارع ايامها ولا توجد في جدة شبكة مواصلات في هذه الايام كما هو الحال في مدن العالم.إن تجربة «هلال العمري» تجربة غنية لابد من الاستفادة منها. لتكون لدينا شبكة مواصلات تغطي كل أرجاء «المدينة» قبل أن تختنق جدة بكثافة سياراتها وضيق شوارعها.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *