[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]إبراهيم خليل الجيدة[/COLOR][/ALIGN]

المتتبع للواقع الحياتي لشباب الأمة يجد أنهم ينقسمون إلى فئتين: الفئة الأولى: شباب يُدرك واقعه المعيشي والبيئة المُحيطة به، بل ويتطلع إلى واقع علمي وفكري بصورة ثقافية أفضل بغض النظرعن نسبتهم الضئيلة في مجتمعاتنا. والفئة الثانية: وهم من أسعى إلى تسليط الضوء عليهم اليوم، الشباب الذين يعيشون حالة أقرب إلى السلبية في ممارساتهم السلوكية نتيجة البذخ والإسراف معيشيًا سواء العربية منها أو الأجنبية.واذا تتبعنا المراحل العُمرية للشباب سنجد أن لكل مرحلة متطلبات تختلف عن الأخرى سواء بالسَلْبِ أو بالإيجاب تجاه ثقافتنا وسلوكياتنا الحياتية وبرغبات غير مُتشابهة في اللهو والتنزّه في بلده أو عبر السياحة إلى بلدان أخرى، وبما أننا نريد لشبابنا أن ينهض ويفكر في بناء مستقبل واعد لنفسه ووطنه، يجب أن نُدير دفة نزعتهم الاتكالية المُسيطرة على المُعظم من شرائح الشباب والتي قد تودي بمستقبله إلى الهاوية نتيجة اعتماده على مصادر الطاقة ظنًا منه أن ذلك يضمن له مستقبلاً مُترفًا دون عمل أو بذل جهد. ولكي نضمن هذا كله يجب علينا أن نُتيح له فرص التعليم المُتطور في الجامعات الخارجية لاكتساب المهارات العلمية التي تترك بصمات إبداعية تجاه وطنه.فالراصد لسلوكيات هؤلاء الشباب لن يرحمهم فيما بعد إن وجد أن معظم الأجيال القادمه تتسم بالإسراف الباهظ والمستفز للآخرين بشرائه سيارات فارهة لا تشكل له ضرورة حياتية، أو يجدهم يترددون بصورة مُبالغ فيها على الأماكن التي لا تحمل عبقًا فكريًا أو ثقافيًا بل تحمل سقوطًا وإسرافًا وضياعًا لا طائل من ورائه غير الخسران المبين.وبما أننا لا نرجو لشبابنا الواعد هذا السبيل، بل نسعى إلى توفير مستقبل واعٍ ومثقف له ولوطنه الذي يتطلع لهؤلاء الشباب لمستقبل واعد يُبنى على أسس سليمة وثابتة وعلى دراية تامة بإدراك وواقعية لما يقتضيه مستقبله ومستقبل وطنه.وبما أن العالم لم يعد يربط مستقبله بمصادر الطاقة النفطية وجد أن الحل البديل هو تشجيع مصادر البحث العلمي والتكنولوجي الأوروبي والتوصل إلى مصادر بديلة للطاقة وهذا ما يتم عليه العمل في هذه الفترة بجهود مُتتالية وغير مُنقطعة لإبقاء شبابنا منشغلاً بأمور هامة، حينها ستكون عملية الربط بين مستقبل شبابنا ككل عالميًا هو المستقبل المُحرّك لهذه المصادر بعيدًا عن المَخاوف التي كانت تهدّده بالضياع كجيل قادم.ما زال عندي أمل على أن يكون شبابنا ليسوا ممن يقبلون العيش عالة على الآخرين في مأكله ومشربه وملبسه ومسكنه وغيرها من الوسائل التي يستخدمها في نمط حياته، وليسوا ممن يتقبلون أن ينظر إليهم الآخرون نظرة سلبية تتهمهم بالتخاذل والتواكل والضياع والخواء الفكري.أظن أن السبيل لتحقيق ذلك عوامل عديدة ثقافية وفكرية واجتماعية وحضارية ونفسية لو تمّ الأخذ بالعين تجاهها ونحن نربي أولادنا الناشئين، ربما نشكل جيلاً من الشباب أكثر وعيًا ونضوجًا مما هو عليه الآن، لتبقى هي الشريحة الكبري من شبابنا الواعي والمُدرك لحاضره ومستقبله.. فهل نستطيع؟.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *