[COLOR=royalblue]عبدالرحمن المطيري[/COLOR]

لم يكن انفجار شاحنة الغاز حدثاً عادياً يمكننا كسعوديين و بعد أن يمر عليه بعض الوقت تجاوزه بسلام، بل كان لزاماً علينا التوقف طويلاً أمام ما حدث هناك صبيحة يوم الخميس الماضي على تقاطع شارعيّ الشيخ جابر وخريص المزدحمين بشكل يومي , كيف سمح البعض بدخول قنبلة كهذه الشاحنة لشوارعنا دون وجود حماية لنا من شرورها كسيارة أمن تلتزم شركة الغاز بتسييرها أمام تلك الشاحنة لتكبح جماح سرعة قائدها و لتقوم بتنبيه جميع المارة بالابتعاد عنها كما هو متبع في جميع بلدان العالم لكن ذلك لم يحدث , لا شك أن الغالبية من المواطنين و المقيمين كانوا يعلمون خطر تسرب الغاز لكنهم بالتأكيد لم يتصوروا قوته و تأثيره حال انفجاره كما حدث يومها , كان درساً غالي الثمن ذهب ضحيته أكثر من 27 ضحية لا ذنب لهم سوى أنهم كانوا حاضرين على مقربة من الشاحنة ذلك اليوم و لنا أن نتخيل حجم الكارثة لو أنها حدثت بعد يومين من ذلك مع عودة الموظفين و طلبة المدارس لكن رحمة الله كانت حاضرة في توقيت الانفجار , سنفتش عن المسؤول الأول و الثاني و الثالث عن كارثة شاحنة الغاز ! هل هي الشركة نفسها التي لم تكلف نفسها عناء وضع سيارة أمنية مرافقة للشاحنة تحميها و تحمينا ؟ أم الجهات التي سمحت للشاحنة بالدخول لشوارعنا و حاراتنا السكنية ؟ أم أن ما حدث كان شيئاً محزناً يتشارك الجميع فيه بلا استثناء ؟ الأهم من ذلك أن لا تمر هذه الكارثة مرور الكرام و أن تتم محاسبة كل من كانت له يداً بتقصيره لكي لا تذهب أرواح من ماتوا هناك سدى و حتى لا يتكرر ما حدث في مدينة أخرى , إن الدول الناجحة هي من تخرج بألف فائدة و فائدة من رحم الفاجعة وتكون تلك الفاجعة طريق النور والنجاح لأبنائها وعلينا نحن السعوديين أن نتعامل مع كارثة شاحنة الغاز بذات النظرة حتى ولو اختلفت الطريقة.
Twitter : saudibreathe
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *