محمد أحمد فلاته

أحياناً قد نحتاج أن نخرج من النمط التقليدي لإيصال رسالتنا إلى المجتمع الخارجي بشكل جيد ومميز ومؤثر، ولذلك فإن السيمفونية هي منظومات فنية موسيقية قد يعبر بها عند أهل الفن الموسيقى عن أنماط الحياة التي نعيشها فتره تعبر عن الفرح والسعادة تارة أو الحزن والأسى تارة أخرى أو ربما يعبر بها الموسيقار عن خلجات في نفسه كالحب أو البغض أو الانتماء أو الثورة أو الحوادث الوطنية، وبقدر إبداع الموسيقار في وضع سيمفونيته الموسيقية، بقدر قيمتها الفنية، ولعل ممن أبدع في هذا المضمار عند المحللين لهذا الفن (لودفيج فان بتهوفن) وعلى غرار فن الموسيقى فن إبداع اللوحات الفنية والتصوير، الذي أبدع فيه الكثيرون حيث صوره بعض اللوحات القديمة أنماط الحياة الاجتماعية والثقافية والعسكرية للعديد من الأمم، واستطاعت ريش بعض الفنين في لوحات فنية أن تعبر عن أزمان الانفتاح والرخاء وأزمان التسلط والانغلاق، وكذا أظهرت بعض الأعمال الفنية المشاعر الإنسانية كالحب والفرح والحزن والأسى والسرور والرضا.. كتلك الروائع الفنية التي قدمها بيكاسو، واليوناردو دمنشي، ومايكل أنجلو وفان كوخ وايفازو نسكي وغيرهم.
ونحن كمسلمين فقد كان العرب أسلافنا يجيدون الشعر ويبدعون في الوصف لجوانب حياتهم القاسية، وللبطولات والمعارك التي خاضوها، وأيام العسر واليسر فنجد في شعرهم الإبداع في الشجاعة والفخر والوفاء والأمانة والصدق وكذا الحب والرثاء والهجاء، وظهر تمام إبداعهم في المعلقات وغيرها من الأشعار، وظهر في تلك الحقبة الزمنية أمثال امروء القيس وعنترة بن شداد، وعمرو بن كلثوم، وطرفة بن العبد، وزهير بن ابي سلمى والنابغة وغيرهم.
فالحياة باختصار سيمفونية، نحن نعزف على أوتارها، أو قل إن شئت قصيدة نحن نسبك أبياتها وقوافيها ومعانيها، أو قل إن شئت لوحة فنية نحن نرسم تضاريسها ونشكل ألوانها ونعبر عن فكرتها ومغزاها، وذلك بأقوالنا وأعمالنا الحسنة، وأفعالنا المتزنة، وبقدر إتقاننا للوحة حياتنا. تكون روعتها ورونقها، وبقدر إهمالنا لهذه اللوحة يكون العكس.. فمن أتقن القول والعمل في هذه الحياة فقد أبدع في صناعة لوحة حياته.. واكتمال لوحة كل منا يعني انقضاء حياته.
يبقى سؤال حائر.. كيف نرسم هذه اللوحة؟ وكيف نتيقن أن مسارنا في رسم هذه اللوحة مساراً صحيحاً؟
والجواب نحن كمسلمين.. تجمعنا كلمة التوحيد بشطريها ينبغي أن لا نختلف حول المعيار الذي نقيس به أعمالنا وأقوالنا، بل جميع حركاتنا وسكناتنا ألا وهو كتاب الله وسنة رسوله.
ص.ب 42643ـ41551
Mabw123 @GMAIL.COM

التصنيف:

One Response

  1. احسنت ..بارك الله فيكم
    الله يصلح احوالنا وأنفسنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *