سيكولوجية المرأة الوحيدة

Avatar

محمد مسعد ياقوت
المرأة الوحيدة على أربعة أصناف، عانس، أو أرمل، أو مطلقة، أو معلقة . والمرأة الوحيدة تعاني في مجتمعاتنا من النظرة القاسية، التي تحمل الشماتة تارة وتحمل الإهانة تارة أخرى .وفي هذه الأجواء تعيش المرأة الوحيدة العديد من المشكلات النفسية :
ـ فقد تنتابها موجه حادة من الاكتئاب.
ـ تعيش حالة من القلق بسبب المعاناة النفسية.
ـ تشكو حالة من فوبيا المستقبل، فهي تخاف دومًا من القادم بسبب غياب شريك الحياة.
ـ تعاني من حالة عدم الاتزان النفسي لغياب الحاجات الإنسانية .
ولو مررنا الحالة النفسية للمرأة الوحيدة على هرم « ماسلوا « للحاجات الإنسانية، يتبين لنا مدى الخلل الكبير الذي يعتري احتياجات هذه المرأة .
ـ أما الحاجات الفسيولوجية العضوية: والتي منها الطعام والشراب والنوم والنكاح، فنجد أن المرأة الوحيدة محرومة من الإشباع العاطفي ونظرا لكون الزوج هو العائل الأول لها في معظم فترات عمرها، فسنرى الخلل في تحقيق حد الكفاية الطبيعي من المأكل والمشرب، أما النوم فغير مستقر نظرًا لحالة القلق التي تصيب أكثر المطلقات والعوانس والأرامل .
ـ وأما الحاجة إلى الأمن : فالمرأة الوحيدة من الصعب أن تشعر بالأمان التام من دون شريك حياتها . قال تعالى : « وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ « [ الروم :21].وحالة السكن هنا، تصف حالة الأمن النفسي . وقال أيضًا : « هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ «
أي : قد جعلهن الله لكم لباسًا وسكنًا ، وجعلكم الله لهن لبسًا وسكنًا . فحالة الإفضاء هذه هي حالة اللباس، هي حالة السكن، وكلها أوصاف تتعلق بتحقيق هذه الحاجة الإنسانية المهمة .. الحاجة إلى الأمن.
أما الحاجات الاجتماعية: والتي منها العلاقات الأسرية والعاطفية، فالمرأة الوحيدة فقيرة في هذا الباب، فلا أسرة كاملة تمارس فيها أمومتها، ولا شريك الحياة الذي تبادله العاطفة الطبيعية التي تكون بين المرء وزوجه .
ـ وأما الحاجة إلى تقدير الذات: والتي أساسها احترام الآخرين، فتلك حاجة ناقصة عند المرأة الوحيدة وخصوصًا حينما تكون في مجتمع ينظر إليها نظرة ازدراء وتشكيك .
ـ وأما الحاجة إلى تحقيق الذات : كالإبداع والابتكار، فتلك حاجة مختلة في كثير من الأحيان عند المرأة الوحيد، فهي امرأة محبطة ومتوترة، فلا فرصة سانحة للإبداع في علم أو عمل .
أما الحلول والعلاجات فتشمل :
ـ أن تكون المرأة الوحيدة أكثر واقعية، وأن تتقبل مشكلاتها، وتتعامل معها بعقلانية .
ـ أن تستثمر وقتها في الارتقاء بمستواها المهني والعلمي والاجتماعي، كأن تستأنف دراستها العليا، أو تحصل دورات في التنمية البشرية، أو تطلب العلم الشرعي.
ـ ألا تبالي بنظرات الازدراء والشماتة حتى الشفقة الجارحة، وأن تتقبل كل شعور نفسي قد يصدر من المحيطين بها، وأن تلتمس لهم العذر في ذلك وتحيله إلى جهلهم أو لقلة ثقافتهم.
ـ أن تتقبل فكرة الزواج مرة أخرى، حتى لو علمت أنها ستكون زوجة ثانية، مادامت هذه الزيجة تقوم على التفاهم والتراضي بين جميع الأطراف، ولاسيما: الزوج والزوجة الأولى.
ـ أن تلتمس العبرة في نساء أخريات مررن بظروف أسوأ، ومنهن متزوجات، لكن حياتهن جحيم بسبب سوء العشير، هنالك تستحضر النعمة التي أنعم الله بها عليها.
ـ أن تحتسب هذه الوحدة لله عز جل ، فهي تدخل في باب قوله تعالى : « وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ « .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *