[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]طلال محمد نور عطار[/COLOR][/ALIGN]

يشكل فوز (أوباما) تغييراً جذرياً في تاريخ انتخابات الرئاسة الأمريكية، وتضع الأفريقيين الأمريكيين على رأس الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية البنية السياسية التي لطالما رفضوها، فالصعود السياسي لأوباما على كرسي الرئاسة في الولايات المتحدة الامريكية أحد الدعائم الاساسية التي بنيت عليها الولايات المتحدة إذ تجسدت في المساواة بين الشعب الامريكي بصرف النظر عن اللون والعرق والديانة.
ففي ولاية فيلادلفيا قبل حسم المنافسة بينه وبين (هيلاري كلينتون) على ترشيح الحزب الديمقراطي اشار الى الانقسامات العرقية في الولايات المتحدة الامريكية وتاريخها بقوله: إنه نصف أسود، ونصف أبيض.
وأضاف: أنا ابن لرجل أسود من كينيا، وامرأة بيضاء من كنساس لا يمكنني أن أنسى قصتي ولا يمكنني التنكر للمجتمع الأسود ولا لجدتي البيضاء، وهي امرأة تعنيني أكثر من اي شيء في العالم إلا أنها أقرت في يوم من الايام انها تخاف من الرجال السود الذين يمرون في الشارع!
ونجح أوباما في استرضاء الناخب المتدين من خلال تجربته في التحول اثناء ايامه الجامعية وتعمقه في الدين وقراءته مؤلفات مسيحية للخروج من أزمة ذاتية وصراعه في علاقته مع والده الذي هجر العائلة حيث كان أوباما طفلا وقضى في حادث سيارة وأوباما في سن الشباب.
واللون كان المحرك الخفي في انتخابات الرئاسة الأمريكية للكثير من التوجهات التصويتية للناخبين ولكن كانت المفاجأة ان نصف أوباما الاسود خدمه أكثر من نصفه الابيض.
ففي اوساط السود في الولايات المتحدة الامريكية معدلات الفقر والبطالة هي الاعلى بين باقي فئات العرق اذ يسجل الامريكيون السود اقل معدل لمتوسط العمر.
كما أن عدد الامريكيين السود في السجون يصل الى ستة اضعاف عدد السجناء الامريكيين البيض.
ويولد طفل من كل ثلاثة اطفال سود عند مستوى الفقر.
والكثير من الامريكيين لا يزالون يتذكرون كيف كان أجدادهم عبيداً.
فالعبودية لم تنته في الولايات المتحدة الامريكية فعلياً الا عام 1277هـ (1860م) عندما تم الغاء العبودية قانونيا، وحينما تم الغاؤها كان 89% من الامريكيين السود عبيدا، وكانت نسبة الافارقة الامريكيين – آنذاك – نحو (11%) من تعداد الولايات المتحدة الامريكية.
واليوم يبلغ عدد الافارقة الامريكيين أكثر من (38) مليون نسمة بنسبة (12.7%) من سكان الولايات المتحدة الامريكية، وهم يتوزعون بين سود من اصول لاتينية، وسود من اصول افريقية والكثير منهم ما يزالون يعانون من اوضاع اقتصادية واجتماعية صعبة، بالرغم من ان الامريكيين السود استفادوا من انجازات حركة الحقوق المدنية وارتفعت اعداد من ينتمون منهم للطبقة الوسطى.
وبين الاقليات العرقية في الولايات المتحدة الامريكية احتل الامريكيون السود المرتبة الثانية بعد الامريكيين من اصل اسيوي في متوسط الدخل السنوي.
وعلى الرغم من محاولات المجتمع الامريكي التخلص من الافكار العنصرية المسبقة فانها لا تزال موجودة بعد اربعين عاما على اغتيال (مارتن لوثر كينغ)!
فلعل مجيء اوباما سيد البيت الابيض المحرك الذي يمكن ان يعيد تشكيل \”الصور النمطية\” للسود في الولايات المتحدة الامريكية الذين يتصفون بأنهم كسالى أو غير منظمين أو غير طموحين أو ناشطين أو أذكياء!

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *