سيار .. المتسلقون ومنطق الإرهاب

Avatar

عبد العزيز أحمد حلا
قبل أيام بعث لي أحد المتسلقين على صهوة هذا المستنقع كتاباً تحدث فيه عن الإرهاب بإخراج مصنوع باللون الذهبي الأخاذ ومضمون سيئ إذا قرأته من أوله لاتصل إلى نهايته وإذا قرأته من نهايته تضيع بين جوانبه من ترصيف للكلمات دون ميزان حتى النسخ واللزق الذى استعمل فى حواشيه كان مبعثراً كالفضلات التى يصعب جمعها فى نفاية واحدة وبعد تعليقي على هذا العمل غير الموفق غضب علينا أخونا غضباً شديداً واضاف إلى عليائه وغطرسته المعهودة لوناً آخر لأنه آلى على نفسه أن لا يتكلم مع من دونه مقاما من زاوية نظره الوضيع إلا من وراء سكرتير أو حاجب مصطنع وظهر لي ذلك عندما أردته لأمر ما فأمثال هؤلاء من الناس إن قيّمته انكسر فلا هو من الرقة المعهودة فى النساء ولا الشفافية التى اتسم بها الفضلاء هكذا غرس فى نفسه الأنا ووجد مع الأسف من يساعده على التألق الأعمى فيها وعند مناقشة من يحملون مثل هذه الخصال تراهم يعرضون من أول
بارقة لإفلاسهم المعنوي واللغوي حيث ركضهم الأول جاء جرياً وراء من يرفعهم إلى مكانة هم غير بالغيها ولو بشق الأنفس فبالواسطة التى مالت وتميل نحو هذا الديدن الرخيص دون رقيب ولاحسيب تربعوا على مناصب اكبر منهم بمراحل .
نحن لانسفه الرأي من أي طرف كان ونجمع القوي والضعيف منها ليكون لدينا تيار يحمل جميع التوجهات وفى نفس الوقت لا نريد الضعيف منها منفرداً حتى لا يكون حجة علينا وبحثاً يحمل كل هذا الثقل إذا استعملنا فيه لغة الببغاء دون صياغة فنية هاج وماج وانقلب
على عقبيه أضف إلى ذلك تلك التعليقات الممجوجة . لا يختلف اثنان فى أن الدراسات المتعمقة فى اﻟﻤﺠتمعات التى يتوالد فيها الإرهاب وتكون حاضناً آمناً له دراسات يجب الاهتمام بها ممن وهبهم الله حساً فكرياً بالغاً فهذا التوجه لو أردنا الإبداع فيه علينا أن نثبت جدارتنا من الفصيل الأول ولا نعفي اﻟﻤﺠتمع من هذه الخلية الأولى فتحديد المسار من المنطلق الأول يكون من مسؤولية الأسرة فالتسطير فى بياض الصفحات الطفولية لايكون هامشاً مثل التراكمات الآنية التى تأتي بعدها وقد نبه لهذا معلم البشرية محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم فقال أو كما قال \”الطفل يولد على الفطرة فأهله إما يهودانه أو يمجسانه\” .
ونخلص من هذا أن الأب والام هما المسؤولان الأولان فى هذا التوجيه .
ومما قاله صاحبنا بالمعنى فى ناسخه ومنسوخه وهذا افضل نعت لمن يقوم بإعداد كتاب فى أي لون : قال : المد الإرهابي لا يقوى ولا يظهر خشنا إلا ممن يموله وهذا القول إن كنت أوافقه فيه بنسب معينة لكن الأكبر منه ينظر إلى الأفق الداعي إلى استفحال هذا المد ومن هنا أميل إلى شرح هام للغاية وهو أولا أن نستبعد دور الرقابة الأمنية كلياً ونناقش الحلول التى سوف تحل محلها نقاشات لاهوادة فيها لأننا سنختبر الثقة أولا ثم فحص التجارب الآتية من هذا الإجراء ثانيا وعلينا أن لانعيب أي خطوة معملية سواء كانت نتائج تجاربها سريعة أو بطيئة وإلا أصبحنا تحت دائرة الضوء لانحسن التعامل معها مما يجعلنا هذا نقف فى أول الطريق أو حتى منتصفه مندهشين من تفوق الغير وقد يتعدى هذا الاندهاش إلى الخصم نفسه ومنظور آخر قد سئمنا منه يتشكل لدينا باستمرار فى كل قضايانا وهو شماعة الأخطاء واهمها العولمة ولندع هذا جانباً لندخل إلى التعامل الإنساني فى اﻟﻤﺠتمعات الإنسانية المسلمة ونحرك مكامن الإرهاب فيها وقبل هذا نعلم جيداً أن الإرهاب فى لغة الأساس الخروج عن الطريق السوي تحت أي ضغط كان وفى مجمله تحت الضغوط النفسية التى تم تفسير معظم الأمور التى يتبعها الفرد بتفسيرات خاطئة. من تلك المسببات فى هذا الهيكل الذى انخرط فيه أمثال هؤلاء الذين ضلوا السبيل تبعاً لها.. الحالة المالية التى جعلها أقطاب الضلال فى هذا الطريق فخاً يجذبون إليه أنصاف المتعلمين الذين لادراية لهم بتجارب الحياة والذين نشأوا فيها وحاجاتهم تأتي إليهم دون بذل أي مجهود فإذا انحرموا منها فجأة أو عمدا اصبح أمثال هؤلاء لقمة سائغة
لأرباب الضلال فى هذا اﻟﻤﺠال وهو لفت نظر هام لأولياء الأمور للتصرف السريع فى مثل هذه الأحوال والحل فى نظر الباحث أن يتعود الفرد من الطفولة على كسب حاجياته بمجهوداته الذاتية فكلما قوي هذا اﻟﻤﺠهود كلما أسس لديه صموداً قوياً واغناه عن السقوط فى الحفر الآسنة كما يترتب على اﻟﻤﺠتمع سد الذرائع صغيرها وكبيرها فى هذا اﻟﻤﺠال بتنشيط الشباب وتعويدهم على الاكتساب الحلال من خلال اﻟﻤﺠالات المهنية المتنوعة والتوعية الشاملة وخلق التوافق العميق والودي بين الشاب والمهنة التى يميل إليها وتيسير وتسهيل ذلك فى المدينة التى يعيش فيها وهناك مناشط أخرى تقف بالمرصاد لعناصر التذمر لخلق الإرهاب وسط اﻟﻤﺠتمعات التى تعانى من نقصها فسد الفراغ بها وبغيرها لدى الفرد بما ينفع يأتى اﻟﻤﺠال الإعلامي والترفيهي والدعوى إن تربية النفس
البشرية من اسهل الأمور لكن إذا أسيء التعامل معها فى مراحل نموها تكون خطراً على مجتمعها وجسراً متيناً لما يسمى بالإرهاب لذا وجب على اﻟﻤﺠتمع الذى يحتويها أن يراقب السير معها مرحلة مرحلة ولا ينتقل من مرحلة إلى أخرى إلا بعد أن يتأكد بأنها أخذت حقها كاملاً حتى يستقيم وضع الناس المعيشي والأمني ككل.
[ALIGN=LEFT]المدينة المنورة : ص.ب ٢٩٤٩
Madenah-monawara.com[/ALIGN]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *