سيادة الرئيس .. الفخ منصوب لك !

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue] محمد علي إبراهيم[/COLOR][/ALIGN]

بادر قصر الرئاسة السوداني بإصدار بيان يفيد بأن الرئيس عمر البشير لم يقرر بعد ما إذا كان سيحضر قمة الدوحة أم لا.. وهذا أول تصرف حصيف يصدر عن السودان منذ فترة.. هو تصرف يدرك أهمية الموقف الذي وجد فيه السودان نفسه.. لا جدال هناك تآمر ضده.. وبدون شك توجد مؤامرة.. ولا خلاف علي أن منظمات الإغاثة تسعي للتجسس علي هذا البلد العظيم وتقدم تقارير عنه. لكن رد فعل الخرطوم عليه أن يكون من الآن فصاعداً احترافياً.. والاحتراف يختلف عن الهواية.
الاحتراف لا مكان فيه للهواية ولا الشعارات البراقة أو المناداة بالنداء الخالد \”بالروح بالدم\”.. الاحتراف هو أن تحول \”الأزمة\” التي تحيط بك إلي كارت رابح تستخدمه ضد مروجي الفتن ضدك.
كان للرئيس البشير تصريح قال فيه إنه لن يخضع لتقييد حركته خارج السودان وسيسافر لحضور القمتين المقررتين في الدوحة \”العربية وأمريكا اللاتينية\” وهذا تصرف أي سياسي عنده كرامة ويخشي من أن يصدر قرار دولي يهز صورته.
لكن الخطاب الإعلامي السوداني في هذه المرحلة مطالب بأن يكون محترفا وليس \”مندفعاً\”.. لايحق للسودان مثلا الحديث عن إعطاء الأولوية للقانون الوطني وأن هذا القانون في صالح السودان.. السودان دولة قانون مافي ذلك شك..
انني لا أفت في عضد البشير فهو رئيس أكبر دولة عربية من حيث المساحة ولكني أقول له إن الاحتراف في التعاطي مع الأزمات يجعلك تنعطف يمينا أو يسارا بدلاً من الاستدارة الكاملة 180 درجة.
سيادة الرئيس أنت تخطط ومعك حزبك لفترة رئاسية جديدة وهذا حقك لأن شعبك متمسك بك. لكن الزعماء لايعيشون في معزل عن العالم..
أنا مع الرئيس البشير في ان هناك مساندة له من مجلس الأمن وهذه المساندة تتمثل في روسيا والصين..
الرئيس السوداني مدرك تمام الادراك أن شرور الطامعين في السودان كثيرة.. لا بأس ياسيادة الرئيس لكن أنصح مستشاريك – وسيادتك قبلهم – أن يتوقفوا عن اطلاق الاسماء ضد المحكمة الجنائية الدولية.. لم يعد يجدي وصفها بأنها \”فأر ميت\” كما قال الأخ عبدالمحمود عبدالحليم الذي قاد المواجهة في الأمم المتحدة.. لا يجدي القول بأن المحكمة الجنائية تحت حذاء الرئيس.. ولا يجدي أن يقسم بالطلاق بأنه لن يقبض علي أحمد هارون وعلي كوشيب. إنني لا ادعو الرئيس البشير إلي الاستسلام ولكني أدعوه إلي العقل ورجاحته.. لا داعي للسفر إلي قمة الدوحة القادمة أو مغادرة الأراضي السودانية أو حضور أي مؤتمر أو لقاء خارج الأراضي السودانية.. انني أتكلم بلسان المصريين والسودانيين العقلاء الذين لا يريدون أن يمسك سوء إذا ما عرضت نفسك لخطر الخروج من الخرطوم لحضور قمة الدوحة أو غيرها.. أنت رئيس عربي ورمز لدولة عربية ولا يصح أن تعطي أمريكا فرصة لتفرح أو تسعد دولة إسرائيل إذا ما ظفروا بك وأجبروا طائرتك علي الهبوط فتكون الكارثة التي لا نريدها ولا نتمناها. قال الإمام علي بن أبي طالب \”ما أكثر العبر وما أقل الاعتبار\” لقد تعرضت أمريكا لطائرة تحمل الفدائيين الفلسطينيين الذين شاركوا في اختطاف الباخرة اكيلي لاورا في 1985 واعترضت طائرة أخري بن بيلا ورفاقه من قبل وظلوا في المنفي سنوات وسنوات
سيادة الرئيس انك إذا أخذت بأسباب الحيطة فإنك تطبق شرع الله والإسلام اللذين يدعوان إلي الحفاظ علي النفس وعدم القائها للتهلكة.. يقول الله تعالي: \”يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم\”.. ويبقي ضرورة التصرف بحكمة. لأن العنتريات لن تفيد .. فالله نصحنا بألا نلقي بايدينا إلي التهلكة وقال في موضع آخر: \”ولاتقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً\” .. صدق الله العظيم.
الجمهورية المصرية

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *