[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. علي عثمان مليباري[/COLOR][/ALIGN]

انتهت الاختبارات وندعو للجميع أن تتحقق أمنياتهم، وها هي إجازة طويلة تبدأ يصحبها موسم سياحي في الداخل والخارج حتى رمضان، وقبل أيام قدّر أصحاب العقول الرقمية حجم الإنفاق المتوقع هذا العام بنحو (61 مليار ريال) مقارنة بحوالي 82 مليار ريال قبل عامين، نصيب السياحة االخارجية منها 36 مليار ريال.
وهكذا نجد أن حجم إنفاقنا على السياحة في الخارج لا يزال ضخماً، والواقع يقول إننا لازلنا نفتقد إلى مزايا عديدة لم تتوفر بعد في مصايفنا، ويبدو أننا سنظل بحاجة إلى وقت طويل حتى نتعامل مع السائح بأسلوب يليق بما يرغبه من خدمات راقية، وليس باعتباره (حنفية فلوس) فيذبح ويسلخ في جيوبه بما شاء المستثمرون والتجار من أسعار لا تتناسب مع ما يقدمونه من خدمات .. ونحتاج أيضاً إلى أن نتعامل مع السائح وفق ثقافة السياحة على أصولها وليس من باب أن طابور السائحين طويل، أو بطريقة (اللي مو عاجبه، الباب يفوّت جمل وفيل) وكأن رضا السائح لدينا لا يهم ولاهي غاية لا تدرك، رغم أنها غاية مؤكدة في دول سياحية كثيرة عرفت ثقافة السياحة وقيمة السائح قبل فلوسه التي سيدفعها بكل رضا.
لذلك عندي بعض الأسئلة التي تغيب عن الأذهان سواء عن سائحي الداخل، أو من يولون وجوههم شطر الخارج البعيد، بعد أن دخلت دول الربيع العربي السياحية في خريف وشتاء وأصبحت السياحة فيها أطلالاً، حتى أن البعض قد عشّم نفسه بتركيا ، لكن الأتراك فاجأوا العالم بأنهم أيضاً ضبطوا ساعة مظاهراتهم على بداية موسمهم السياحي الشهير، ولا أحد يعلم إلى أي طقس ستتجه إليه تركيا.
تساؤلاتي هي: هل نجيد فعلاً التخطيط لرحلتنا السياحية؟ هل ندخر تكاليف السياحة أم أنها ستجور على بنود أساسية بعد العودة (إيجارات، مصاريف رمضان، مقاضي العيد، رسوم مدارس العام الجديد ومصاريفه،… الخ)؟ ثم نشغّل (اللو.. لوَه!) بالندم على الإسراف، ونقول: لو خفضنا من الشراء لوفرنا، ولو أقمنا في فندق أقل نجمة أو نجمتين لكان أفضل، ولو كان الغداء والعشاء في مطاعم أرخص لكان أرحم؟!.
أيضا هل رتبنا أمورنا وأوراقنا الرسمية مبكرًا؟ وهل نحرص على معرفة البرامج والمرافق السياحية في المناطق بالداخل أو معلومات عن السياحة في الدول الأخرى قبل السفر إليها،وعادات شعوبها وأسعارها؟، ومن جرّب السفر لدولة ما، هل راجع سلبيات الرحلة السابقة؟.
بقي من لا يسيح في الداخل ولا في الخارج، ماذا سيفعل في الإجازة؟ وماذا هيأت لهم البلديات والوزارات المعنية والاستثمارات من برامج ومتابعة ورقابة على الأسعار ؟، وماذا يتوفر للشباب من أندية وساحات وملاعب حتى لا تطول الإجازة عليهم، فيكون يومهم كـ (سنة) مع الملل والفراغ، فيضطروا إلى قضائه في المقاهي والتجول في طرقات الأسواق والمولات.
لن ننتظر إجابة لأن الأيام والشهور تمضي والحال على ماهو عليه، ولا ندري متى يتغير!!. على أية حال أتمنى للجميع إجازة سعيدة بدون ملل ولا منغصات ولا زنقات.
كاتب وباحث أكاديمي
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *