سورية والدور المرتقب
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد الخالدي[/COLOR][/ALIGN]
على الرغم من أن الموقف العدائي الأميركي ضد سورية يعود لعدة سنوات، إلا أنه بلغ ذروته في عام 2005 وما بعدها حيث وقع الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن على قانون محاسبة سورية وسحب السفير الأميركي من دمشق وفرض عقوبات اقتصادية ضد شركات سورية وغيرها من الإجراءات التي تهدف إلى لي ذراع القيادة في سورية وضمها عنوة إلى فريق «الاعتدال»، غير أن الموقف الثابت للقيادة السورية كان واضحا منذ البداية وها هي الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة أوباما تحاول من جديد تطويع سورية ولكن بأدوات جديدة هذه المرة عنوانها «الحوار»!
زيارة السيناتور جون كيري ونائب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جفري فيلتمان لسورية قبل أيام تعكس بوضوح التغيير في منهج الإدارة الأميركية والذي وعد الرئيس أوباما باعتماده ويقوم على الحوار والتعاون بديلا عن العنف بقدر الإمكان، وهي فرصة جيدة بالتأكيد أمام سورية من أجل إعادة ترتيب أوراقها والاستفادة من هذا التحول في السياسة الخارجية للولايات المتحدة بعقلانية واتزان وهي صفات تمتاز بها القيادة السورية بكل تأكيد، على الرغم من أن المسألة ليست بهذه السهولة إذ ان الملفات العالقة بين البلدين أكبر من أن تحل في زيارات سريعة وعلى مستوى أصغر من وزيرة الخارجية الأميركية أو الرئيس نفسه، فالولايات المتحدة تتهم سورية بأنها من الدول التي ترعى الإرهاب في إشارة واضحة لوجود قيادة حماس في دمشق، كما أن قانون محاسبة سورية الذي وقعه الرئيس بوش لايزال ساريا وكذلك العقوبات الاقتصادية فضلا عن تصريح وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بأن الوقت لايزال مبكرا للحديث عن عودة السفير الأميركي، كما أن سورية لديها أراض محتلة من قبل الكيان الصهيوني ـ الذي تدعمه الولايات المتحدة ـ في الجولان وهو حق لا يمكن أن تتنازل عنه دمشق، ومع ذلك فإن طريق الأمل في انفراج عادل لسورية لايزال قائما وربما تحمل الأيام القادمة المزيد من فرص السلام العادل في الشرق الأوسط، فسورية لاعب رئيسي ومهم في المنطقة ولا يمكن الاستمرار في تجاهل دورها بأي حال.
سورية التي دعمت الكويت بعد تعرضها للاحتلال العراقي عام 1990 وساهمت بجيشها في حرب تحرير الكويت هي ذاتها سورية التي تحتضن المقاومة الفلسطينية وتتكبد بسبب مواقفها العربية الشجاعة عزلة دولية ظالمة، ومن الغريب أن نمجد الولايات المتحدة ودورها في تحرير الكويت في الوقت الذي لا نذكر أي شيء عن دور سورية على الرغم من أن موقفها آنذاك كان حاسما في تحرير الكويت، ولو اتفقت الدول العربية الكبرى على وجه الخصوص وهي مصر والسعودية وسورية على مواقف موحدة لكان العالم العربي في حال غير الحال التي عليها اليوم من الخنوع والخذلان، وربما تكون القمة الاقتصادية التي عقدت في الكويت في فبراير الماضي والدور الكبير الذي بذله صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد والموقف التاريخي لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في إعادة الوحدة لهذه الدول بارقة الأمل الجديدة التي ينتظرها كل مسلم وعربي لعودة الروح لأمة المليار نسمة الذين يعيشون على هامش التاريخ وقعر السياسة.
الأنباء الكويتية
التصنيف: