[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د/عائشة عباس نتو[/COLOR][/ALIGN]

من أين أبدأ الحديث عن عالمة الدواء السعودية؟
هل أبدأ باللحظة الأولى التي اكتشفتك وأنا طالبة في مقاعد الدارسة؟ في ذلك حروفي هنالما لقاء عالمة الدواء!
كانت أفعالك تسبق أقوالك التي تركز على الاستخدام الآمن للدواء لدى المواطن السعودي و دراسة تأثير الصفات الوراثية و مفعولها. و عندما اختارتك اليونسكو ضمن أفضل 32 عالمة متميزة في مجال العلوم لسنة 2000 م من قارات العالم الست، كانت ابنتي أحلام هي أول من زف لي الخبر و هي في مقاعد الدارسة تتلمذ على يد عالمة الأدوية السعودية، لكن أصحاب المواهب لا يقنعون ببساطة بما صاروا إليه.
محطات سميرة إسلام عديدة، فقد عينت مستشارة إقليمية لمنظمة الصحة العالمية في برنامج الأدوية الأساسية. و هي أول سيدة و ثاني شخصية سعودية تتولى منصبًا رسميًا في منظمة الصحة العالمية، و لها دور كبير في تأسيس جامعة عفت للفتيات و ليست حروفي هنا لسرد سيرتها العطرة.
حديث الأدوية مع سميرة إسلام و البحوث يطغى على كل الأحاديث، تنثر علم الأدوية بلغة الأديب و الكاتب، ودودة حليمة تسألك و تسأل عنك و فى كل الأحوال سعيدة بأنها تلقاك. و هي مرجعٌ لمن يحلم بأن يقتفي أثرها في البحوث العلمية.
فتحت لنا بعلمها الغزير مدرسة عن بعد نقتفي أثرها، فبالنسبة لها عالم الدواء مهنتها و عشقها الأول و الأخير. إن تفوق الدكتورة سميرة كعالمة سعودية فإن ذلك يجب أن يشكل رسالة قوية لملايين الذكور و الإناث المنشغلين بنقاش تقييد المرأة، و لو ركز هولاء الأفاضل اهتمامهم بكيف نبني و نساهم و نقتدي بسميرة، سنشهد نقلة علمية جبارة تضعنا حيث يليق بنا في العالم الأول، و قد كان حصولها على جائزة مكة للتميز العلمي برعاية أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل مختلفاً عن غيرها، حيث صرحت أن تكريمها من داخل الوطن له طعمه الخاص و المميز و له رائحة الأرض.و عاتبتني على تهنئتي و كتابة اسم الدكتورة سميرة إسلام بقولها \”إن جائزة مكة للتميز لم تكن لسميرة إسلام بل كانت لنساء الوطن\”.
نرفع صوتنا معها إلى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بتأسيس مراكز أبحاث إستراتيجية تضم أفضل الخبراء و أقدر الباحثين في مختلف التخصصات، واستقطاب التقنية من الخارج و تطبيعها داخليًا، و مكتبة عامة مزودة بأحدث التقنية و اللغات لتخدم أطهر بقعة في العالم.في هذه اللحظات أتذكر كلمة جبران و كيف وصف الكلام بأنه لو كان ذهباً فهو سلاسل و قيود، أتوقف و أسال نفسي أين موقع حروفي من عالمة الدواء السعودي في بلادنا؟
إليك يا سميرة إسلام أقول: وقوفك بين الرموز الثمانية لاستلام جائزة مكة للتميز العلمي جعلنا فخورين كنساء الوطن و أيقظت فينا الأحلام، لقد حفرت موقعك المخلد عالمة أكادمية للأدوية في الذاكرة الوطنية و العربية و الإنسانية. عاش هذا الوطن ولاداً للرموز أمثالك يا سميرة.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *