•• أذكر ذات مرة وكان صاحب السمو الملكي الِأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز رحمه الله أميراً للمدينة المنورة.. ان عرف أن خطيباً لأحد المساجد في المدينة المنورة يكفر بعض المواطنين فطلب سموه من الجهة المسؤولة عن المساجد وكانت أيامها – الأوقاف – ايقاف ومنع ذلك الخطيب من الخطابة.
يومها قلت لسموه – ان فلاناً – وكان هذا الفلان أحد الذين يلقون بعض الدروس يقول إن من يرتدي “البدلة” الحمراء يقلد “الروس” ومن يلبس الصفراء يقلد “البوذيين” وبشكل عام كل من يرتدي بدلة أجنبية فهو يتشبه بالكفار فهو كافر. فأتى ذلك الفلان في يوم لزيارة سموه فسأله سمو الأمير عن ما قاله امام جمع من الناس.. فلم ينكر انه قال ذلك فقال له: هل كل عسكري وضابط كفار ونحن عندما نسافر ونرتدي هذه البدل نكون كفاراً.
فكان رده عجيباً عندما قال لسموه:
هل أنتم لا ترضون بذلك.. خلاص ما عاد أقول ذلك.
بهذه البساطة في الرد أنهى ما كان ينادي به..
إن ذلك الاهتمام الكبير والواعي من سلمان بن عبدالعزيز لخطورة هذا الفكر هو خلف موقفه من هذه – الجريمة – التي حدثت في القديح والتي أعطاها اهتماماً خاصاً بها لكونه يؤمن حفظه الله بأن هذا المجتمع المسلم لا يقر هذا التنابذ ولا هذا الاختلاف – الأسود – فنحن في بلد الطهر الذي لابد أن تكون نفوس أهله طاهرة وصافية صفاء سمائه وخصباً في حبه خصوبة أرضه.. وان هؤلاء الشاذين فيه ليسوا منه ومن روحه النظيفة.
سلمت أيها الملك وزادك الله توفيقاً وتوفيقاً.. وسلمت يداك يا سلمان.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *