كلمة مصيبة أجدها متحفظة لتسمية ما يحدث في عالمنا العربي، وما يجعل الأمر يستحق أكبر من هذه الكلمة هو وجود سلة من المصائب تعيشها المجتمعات العربية وتصر على عدم حتى قبول مراجعة محتويات هذه السلة التي تم تعبئتها بواسطة أفراد وجماعات في الماضي والمصيبة الكبرى أننا من يتأثر ويحرق بنارها في الحاضر وهي تصنع مصائب المستقبل.
ألا يعلم العرب أن أكبر مولد للإرهاب بعد المدخلات الفكرية المنحرفة يأتي اليأس من الحاضر والمستقبل الذي تولده عدة عوامل اجتماعية واقتصادية لا يلقي المسؤول العربي لها اهتماما كبيرا مع العلم أنه لو التفت إليها وأعطاها التقدير المناسب سوف توفر عليه الكثير؟ لماذا يحبذ العرب العلاج وبالذات الجراحي وينفقون عليه الأموال والأرواح ومستقبل الملايين في حين أنهم يتخاذلون ويبطئون في عمل الإصلاحات الوقائية التي تحميهم من كل هذه التكاليف والتشرذم؟.
سلة المصائب العربية يستغل الفكر الديني المتضارب حيزا كبيرا منها ولكن تم تهميشه رسمياً وتُرك لتنمو جذوره في العقول وتتأصل في الكتب المدرسية، ومن العقد الماضي خرجت للدنيا أجيال محملة بهذا الفكر ولم تجد أمامها التنمية الاجتماعية والاقتصادية التي تستوعبها وتواكبها في معرفتها التي تغيرت مع تغير العالم بعد ثورة الاتصالات التي إذا لم تُستغل بإيجابية فهي قطعاً سوف تكون عاملا مساعدا على نشر السلبية ويستخدمها العدو ضدك ليحاربك من الداخل المترهل.
أعتقد أن التشخيص قد حدث وأظهرت الأحداث التي كانت بمثابة الفحوصات مختلف العلل التي يعاني منها الجسد العربي والتي كونت سلة المصائب الحالية، لهذا نحن في وقت العلاج الذي يتوجب علينا الاسراع به لأن النزيف الحاد قد يسبب هبوطا في الدورة المجتمعية يسبب الوفاة أو على الأقل دخول المجتمعات في غيبوبة دماغية لا يمكن معها فعل شيء وعليها أن تستقبل كل شيء.
الحروب ليست بالاسلحة النارية فقط، والعالم العربي يعيش كل الحروب الآن، وفي الحرب إما أن تقتل العدو أو سوف يقتلك ولهذا تنعدم العواطف والمبررات وتتقدم العزيمة والقرارات، لابد من الاعتراف بمحتويات السلة لكي نقبل العلاج بكل قسوته وتكلفته ونكون أصحاب المبادرة والتخطيط بدلاً من التردد في مواجهة الواقع على حقيقته الفكرية، الاجتماعية والاقتصادية، يجب وضع سلة حلول مضادة لا تقبل زيف الماضي إذا كان الهدف فعلاً تنظيف السلة الحالية وحماية جسد المنطقة من التمزق وضعاً في الإعتبار أن الغالبية هم الشباب وتطلعاتهم مستقبلية.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *