سلام السنة في الماضي والحاضر
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]لواء .م/صالح محمد العجمي[/COLOR][/ALIGN]
بما أن السلام سنة ورّدهُ واجب، فقد تباين في وقتنا الحاضر ذلكم التقليد الاسلامي الجميل بحيث أصبح في نظر البعض غير ملزم والرد عليه ليس لكل الناس. فقط للمعرفة ولأصحاب الجاه، أما من هو خلاف ذلك فليس من الضروري الاهتمام به أو إعارته النظرة الاسلامية المطلوبة. وهو وإن تكرم برد السلام يصافحك برؤوس الاصابع وبشكل بارد. ولك أن ترى من تسلم عليه فلا ينظر إليك البتة بل يوجه نظره لشخص آخر خلفك. وهكذا وذلك من باب احتقارك وإهانتك على أساس أنك في نظره بسيطاً. (منتهى الغرور). كل ذلك رغم أنك على معرفة وعلاقة به هداه الله.لكن الايام تتغير ومن هذا المنطلق فهو مع التغير. بحيث أنه قد يطبق قول الشاعر\”
يمشي الفقير وكل شيء ضده
والناس تغلق دونه أبوابها
حتى الكلاب إذا رأته مقبلاً
نبحت عليه وكشرت أنيابها
للأسف ما أحمقها من نظرة خاصة عندما نعود الى أساس إقرار السلام والرد على المُسلم، فالكل سواسية ولا فرق بين المسلمين إلا بالتقوى، إن شاء الله. وعليه ورغم ذلك فهو لا يفرق بين كبير أو صغير في هذا المجال. الأهم اهتمامه أي المُسلم عليه بما أوردته سلفاً في مقالتي هذه والعياذ بالله. طبيعي هذا ما شاهدته في العنصر الرجالي بالذات، والمشكلة إن كان قد قفز الى العنصر النسائي المعروف بنعومته وفطريته في كل الظروف. ولعل الأخطر من ذلك عدم رد السلام إطلاقاً إلا لمن هو .. سامحهم الله فقد يحصل ذلك من بعض الوجهاء في الدين والمعرفة، أي ممن يجب أن يكونوا قدوة في تطبيق كتاب الله وسنة رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم. بيد ومن المفروض رد السلام بكل احترام ونّدية ومن ثم العمل بما يجب تجاه المُسلْم إن كانت له مشكلة كأخذ الحق منه أو إعطائه إياه كما يحصل في مجالس القضاء أو الجهات الرسمية الأخرى بمعنى رد السلام لا يمنع ولا يتدخل في قضايا المسلمين لك أو عليك. وهنا فقد يحّتِكم الإنسان بعد احترامه ورد السلام عليه بالقبول لما يتقرر ذلك بعد قناعته بأنه عومل أو سُيعامل بالحق كإنسان لا أكثر. وبصرف النظر عمن هو أو من يكون.
وبالمناسبة ما أكثر من يّسلم في مثل هذه الاماكن ولا يُرد السلام عليه ، بل يُسأل \” خيراً ماذا تريد؟ ذلك أسهل عليه من رد السلام وللأسف. فماذا نفسر مثل هذه التصرفات والى أين؟ ثم أين كل ذلك مما يجب أن يُستقبل المُسّلمُ عادياً أو وجيهاً. كل هذه الامثلة واضحة وموجودة للعيان ولا أحد ينكرها. فما الاسباب وراء ذلك؟ أليس الجواب بُعدنا عن العمل بما جاء في دستورنا الخالد العظيم \”كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم\”، وماذا يُبْتغى أن نفعل لنعود الى تعاليم الاسلام السمحة في هذا المجال وغيره. ومثلاً حياً على ما قلت وما قد أقول، فقد سلمت يوماً على صديق فرد علي \” يا صالح لا تضّيع وقتي عندك مصلحة وإلا فلا. أتركني وحالي\”. قال ذلك ويشهد الله بدلاً من أن يرد علي السلام. وفي مناسبة أخرى سلمت على مسئول في القضاء فلم يرد علي السلام، بل سألني ماذا أريد وعندما أشعرته بأنني مندوب من جهة رسمية للبحث في قضية في مكتبه عاد فقام ورد السلام معتذراً عما حصل. وهناك لاطفته بالقبول وقلت له كان ذلك من المفروض في بادئ الامر سلّمك الله. وبالتالي فرد السلام علي يجب ألا يُضّيع حقاً ولا يعطيه إلا بالإثبات والقناعة. . الخ. أقف عند هذا وأرجو الله العلي القدير أن يهدينا جميعاً الى طريق الحق والهدى وفي نظري أن نستفيد من أخطائنا دون زعل أو مكابرة أو إنكار. فالرجوع الى الحق أسمى من التمادي في الباطل والله من وراء القصد. تحياتي.
التصنيف: