ليس مستغربا ذلك التفاعل الشعبي الكبير بعد سماع بيان الديوان الملكي بدخول خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى المستشفى . حيث فاضت المشاعر النابضة بالحب الصادق لقائد هذه البلاد الحكيم ، والكل يلهج بالدعاء للمليك المحبوب بأن يمن الله عليه بالشفاء العاجل .. وأن يجعل ما يمر به أجرا وطهورا . حيث تجلت الكلمات الصادقة والعبارات الناطقة ، من خلال وسائل الاتصال والتواصل الاجتماعي بين المواطنين من شرق البلاد إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها ومن جميع أبنائه خارجها .. تجسد ما يكنه الشعب الوفي لمليكه الغالي ، الذي فتح قلبه لهم وضحى بصحته من أجلهم وسخر جهده لخدمتهم وبذل جهودا عظيمة لإسعادهم .
ملك حطم الحواجز فكان قريبا منهم ، مهتما بجميع أطيافهم وشرائحهم ، متلمسا حاجاتهم حريصا على تحقيق مطالبهم وتنمية بلادهم . فحققت المملكة في عهده نقلات هائلة على مختلف الأصعدة ، وفي كثير من المجالات التي تحسب له .
فهو الحاكم العادل والملك الصالح وقائد الإصلاح الذي أثنى عليه الأبعدون قبل الأقربين ، وأشاد به المنافسون قبل المواطنين ، وأنصفه الأعداء والحاقدون قبل المحبين والمخلصين . فقد كسب التقدير والإعزاز والاحترام ، لسلامة منهجه وصدق توجهه وصفاء نفسه وسمو روحه وكريم أخلاقه . ونال محبة الناس لما يتمتع به من سمات الطيبة والتواضع ، والحكمة والتسامح ، والبساطة والشفافية . وهي خصال لاتجتمع إلا في العظماء من الزعماء فكان عبد الله بن عبد العزيز عنوانا لها .
ولئن تألم الشعب السعودي لهذا العارض الصحي الذي يمر به الملك ، فحق له لأنه يفتديه بالأرواح ، وذلك ما نراه ونلمسه من جميع الأطياف ومختلف الأعمار من المجتمع رجالا ونساء صغارا وكبارا ، والذين يرفعون أكف الضراعة إلى المولى عز وجل بأن يكتب الله الصحة والعافية للمليك المحبوب . مشاعر حقيقية نابعة من أعماق القلوب المحبة نحو قائد البلاد وراعي نهضتها وباني أمجادها . وهي تمثل أبلغ تعبير وأصح تفسير لمعنى الوفاء والولاء .. كما تؤكد على اللحمة الوطنية المتينة وقوة العلاقة العميقة بين الشعب الوفي والقيادة الحكيمة ، في صورة قل أن نجد لها مثيلا في دول العالم . فما ألم بقائدنا يحفظه الله كأنما حل بِنَا جميعا ، فقلوبنا معك يا مليكنا الغالي ونتمنى لو نحمل عنك ما يؤلمك . فلا زلنا نحفظ عبارتك المؤثرة ( ما دمتم بخير فحنا بخير ) ونحن هنا نبتهل إلى الله بأن يبقيك بخير وأن يلبسك ثوب الصحة والعافية ( فإن دمت بخير فنحن بخير ) سلمك الله من كل مكروه وشر وحفظك ذخرا لهذه البلاد الطاهرة وسندا قويا لأبنائك المواطنين المخلصين .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *