سعوديات..وتاريخ
[COLOR=blue][ALIGN=LEFT]د. رؤوفة حسن [/ALIGN][/COLOR]
خلال انعقاد جلسات استكمال التحضير لإنشاء المجلس العربي للعلوم الاجتماعية في بيروت تم على الهامش إقامة فعاليتين إحداهما في الجامعة الامريكية. ولفتت نظري مساهمات جيدة كان يطرحها باحث لبناني لم يسبق له المشاركة معنا من قبل.ثم في ختام اليوم قدم لنا عرضاً عن بعض الملاحظات التي مرت به وبعلاقاته مع الباحثين العرب عبر مجلته التي يرأس تحريرها وهي مجلة \” إضافات \” التي تصدر عن الجمعية العربية لعلم الاجتماع بالتعاون مع مركز دراسات الوحدة العربية وقد احضر للعرض بعضا منها.ووقعت في يدي النسخة التي بها مجموعة من المقالات لفت نظري منها مقال بعنوان ستائر وأقلام صارخة: تكوين المثقفة السعودية\” للباحث والشاعر والروائي والناقد السعودي أحمد الواصل.
كانت العلاقة بين الستائر والأقلام الصارخة هي التي أعجبتني فأخذت النسخة واحتفظت بها حتى أتيح لي الوقت للقراءة. حينها وجدت نفسي أتابع التاريخ السعودي الحديث بشكل سلس وجميل عبر متابعة تاريخ النساء اللواتي برزن في الأدب والشعر والرواية بدءاً بالكاتبة والمحاضرة والأستاذة سميرة خاشقجي هي والكاتبة ثريا قابل ومروراً بسارة بوحميد وفوزية ابو خالد وحتى جيل القاصة أميمة الخميس التي برزت مقالاتها في صحيفة الجزيرة التي أسسها والدها، والروائية ليلى الجهني والتي هي من مواليد المدينة المنورة وتحصل على جائزة الشارقة للإبداع، ليختم بجيل اليوم الذي يواجه بالرفض و تأتي فيه صبا الحرز مثالاً رئيساً.
المواجع والإشراقات:
مهما كانت كتابة النساء محدودة ، وظهور وبروز بعضهن في مجتمعاتنا نادر، فإن تتبع ما يحدث لهن هو تتبع لتطور الفكر والأحداث المهمة في تاريخ أي شعب عربي. فدراسة تاريخ النساء هي دراسة للمحيط الذي يدور حولهن وهو عالم من الرجال تظهر مشكلاته وتعصباته وتفاعلاته ومعاناته من خلال المساحة التي يتركها للنساء كي يملكن فرص التعبير.
وفي كل القصص المروية عن تاريخ السعوديات المثقفات التي يعرضها الأستاذ أحمد الواصل ذكر للدور الذي لعبه آباؤهن في مساندتهن والوقوف جوارهن. وقد استوى الحال عندما كن يكتبن بأسماء مستعارة او بأسمائهن الحقيقية، كما كانت الاشارة الى المنطقة التي ولدن فيها والأماكن التي التحقن فيها بالتعليم ثم الأماكن التي أكملن فيها ذلك التعليم اشارة الى واقع عائلي ممثل لواقع الناس في فترات التطورات والتغيرات التاريخية التي صاحبت نموها في المنطقة.
كما هو الحال مع أي شيء يمكن أخذه من تاريخ أمة كموقع للبحث والدراسة فإن المحصلة النهائية هي معرفة التفاصيل التي تحيط به والظروف التي صاحب وجوده أو غيابه، فإن دراسة تاريخ التكون للمثقفة السعودية هو في الحقيقة أيضا متابعة لتكون المثقف السعودي. وبرغم أن المقالة التاريخية التحليلية لم تتجاوز صفحاتها 24 صفحة فقد اشتملت على عرض وافٍ كافٍ للرد على أهم الأسئلة.
[email protected]
التصنيف:
