[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]خالد الوحيمد[/COLOR][/ALIGN]

شاع في قديم الزمان عن شخصيةٍ أسطوريةٍ تدعى( سعلوة ) من عالم الجن. تتحول لامرأةٍ إنسيةٍ فاتنةٍ ممشوقة القوام ذات شعرٍ طويل ، تسحر رجال الإنس بجمالها الأخاذ ،وتصيب عيناها الساحرتان، ذوي الوسامة والجمال منهم ، وحين استدراجه إليها سرعان ما تتحول إلى شخصية شريرة، فتنقلب العينان إلى حمراوين ، والشعر الطويل ينكمش كخيوط شبك صياد الفرائس ، لتفتك بفريستها وتقتله ، وتطعم صغارها .
السعلوة : تعددت رواياتها في الفلكلور العربي والأساطير الشعبية فأشهرها في المغرب العربي (بعيشة قنديشة) وكما جاءت بنفس الاسم برواية ( الجنية ) للأديب الراحل غازي القصيبي . والعجيب إنها مشهورة عند سكان السواحل الخليجية والعراق ونجد باسم السعلوة ، حيث لم تنته أسطورتها أبداً فلا زالت بعض الجدات يروينها للصغار إما للتشويق أو للتخويف.
اليوم هل باتت السعلوة شخصية حقيقية ؟ حيث يبدو أنها هيَ من استدرجت آلافا من شبان الرياض بهيئةِ ممرضةٍ بيضاء ذات عينين زرقاوين إلى مستشفى (عرقة) المهجور منذ سنين ، وليس بغريب سوف يعلن عن اختفاء شاب أو شابين في المستقبل القريب شريطة أن يكونا من (مزايين البشر)
كارثة في مجتمعنا السعودي في عقلية هؤلاء الشباب ، فجلهم خريجو الثانوي والجامعات يقتحمون سكن مستشفى لمجرد الاشتباه بوجود الجن فيه ، ما هيَ إلا خرافة عشعشت عقولهم التي ضيعوها بعالم المقاهي والجلوس بالاستراحات والتعصب للمباريات والتفحيط بالشوارع ، لو سألتَ أحدهم كم قرأت من كتاب ؟ لأجاب لك بل شاهدتُ آلاف المباريات بصحبة شيشتي الحبيبة، تجده موسوعة هذا الكائن العجيب بتاريخ المباريات وفي أسماء وأرقام أبطال الملاعب ربما حتى أعمارهم . ( يا أمة ضحكت من جهلها الأمم ) بت خالداً أيها (المتنبي) لهذا الشطر العظيم، حيث ينطبق على شبابنا الموهوب. إنها الرجعية التي واكبت عقول شبابنا الخاوية .
في مقالي هذا لا أنكر عالم الجن فالقرآن الكريم يثبت وجودهم في أكثر من آية ، بل هناك سورة باسمهم . لكن عالمهم خفي عن أنظارنا ، ولا نعرف مساكنهم كيف ؟ وأين ؟ وحتى أشكالهم نجهلها تماماً، فهذا من علم الغيبيات لا يعلمه إلا الله جل علاه. فحكاية الأساطير والخرافات التي يتوارثها جيلٍ تلو جيل التي تتعلق في الأذهان ومن ثم تختلف القدرة العقلية من إنسان إلى إنسان في درجة استيعابها. حيث الفكرة تتوالد في ذهن الإنسان حتى تخلق الواقع ، وهذا الواقع في أصله خرافة ، حيث تكمن لدى مريض الانفصام الشخصي ومريض الوسواس القهري وبعض أنواع مرض الهلوسة . أما فيما يخص السحر والشعوذة فعالمه خاص بالشياطين ( الأرواح الشريرة ) وفي نهاية المطاف ننوه على الشباب ألا ينجروا وراء أوهام تلازم فكرهم ومن ثم تعرقل مسيرة تقدمهم.

[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *