[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبدالرحمن المطيري[/COLOR][/ALIGN]

هل ما فعله الشيخ عائض القرني كان اقتباساً مُباحاً أم سرقة يحرمها الشرع قبل أن يعاقب عليها قانون الملكية الفكرية الذي وضعه البشر من أجل حماية أفكارهم و أطروحاتهم العلمية من السرقة ؟ هذا السؤال الكبير بأطرافه المتباعدة كان حديث المجالس السعودية طوال الأيام الماضية وقد انقسم الناس تجاه هذه القضية فيما بينهم لقسمين أولهم مدافع عن الشيخ و غير مصدق والآخر يدين ما قام به بشدة بل ويطالب بتطبيق الحق الشرعي على السارق ! المدافعون تسلحوا بتاريخ شيخهم المليء بالمؤلفات والمعروف بسعة إطلاعه و فصاحة لسانه و أمام كل ذلك يرون استحالة أن يكون فضيلته ( سارقاً ) ! أما الصف الآخر والذي يرى أن الشيخ قد أخطأ وعليه أن يعتذر و يتوب إلى ربه فلقد استند على حكم صادر من وزارة الإعلام السعودية يدين الشيخ عائض القرني بل ويقوم بتغريمه بمبلغ 330000 ريال ويحظر بيع و نشر كتابه و الذي اقتبس جله من ( جهد و سهر ) مواطنة سعودية اسمها سلوى العضيدان ! أما الجزء الأكثر طرافة في القضية و قد لا يعلمه من يدافع عن فضيلته أنه قد قام باقتباس (افتتاحية) كتاب هكذا هزموا اليأس للكاتبة أيضاً ولم يتعب نفسه في كتابة افتتاحية تعريفية لكتابه المُقتبس ! كما ذكرت الكاتبة المغلوب على أمرها لموقع العربية نت بتاريخ الثاني من ربيع الأول لهذا العام أن الشيخ قد قام بالاتصال على زوجها و عرض عليه مبلغ 10 الاف ريال من أجل إرضاء (ابنته) سلوى ! لكنها رفضت ذلك ثم قام الشيخ بعد ذلك برفع دعوى كيدية على من ( كانت ) ابنته يتهمها باقتباس العديد من مؤلفاته دون ذكر المراجع ونسي الشيخ أن جميع ما طرحت سلوى العضيدان من كتب ما زالت في السوق وتحمل بين صفحاتها ( المراجع ) ! وإن كنا أكثر صراحة فلم يقف في صف سلوى نصف النصف الذي تحدثنا عنه بل كانوا أقل من ذلك بكثير , فما زالت مشكلتنا الأزلية كسعوديين بأننا ننظر على الدوام للمشائخ ودعاة العلم بأنهم ( أنبياء ) مصدقون على الدوام وننسى أنهم بشراً يحملون بداخلهم جزءا من الخطايا كغيرهم ! شكراً سلوى فلقد وضعتِ يدك على جُرح خفي كنا نظنه قد زال دون عودة , أما فضيلته فلم يسرق بل كان سرق تباس صغير باستثناء الافتتاحية طبعاً.

[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *