ستي بابا
ستي بابا
تلك المرأة الحديدية
المرأة الناهية
عامود البيت
فهي مجموعة وزارات
ورئيسة المراسم ورئيسة المحكمة
وموزعة المهام
حريم الأولاد
كل يوم الطبيخ علي وحده من زوجات الاولاد
لا افران ولا غاز ولاكهرباء
كله بالفحم
والنظافة كل يوم علي واحده
والمقاضي كل يوم علي واحد من الاولاد
كنا جميعنا نسكن في دارنا الكبير في
حارة اليمن
وكل واحد من الاولاد يسكن في دور
وعمتي تسكن في ملحق فريبا من سكن ستي
وهي مع سيدي في الدور العلوي
وبه خارجة كبيرة
ينشف فيها الطماطم وتعصر وتستخدم بدلا من الصلصة وكل موسم وفاكهته تجي كل الفواكه الموسمية من الحلقة وتفرز في الخارجة وتوزع علي الاولاد يالتساوي من هم الاولاد هو ابويا وعماني من هم البنات هي امي وسلايفها من كانت لها اولاد تحظى بزيادة. في التوزيع يوم المكوه علي واحدة وايضا بالفحم يوم الكوي علي وحده سيدي يجيب المقاضي وينده زهمه وحده بعدما الحامل ينزل المقاضي في الدهليز يقفل باب الشارع وينزلو البنات جري يحملوا المقاضي للمطبخ الكبير مطبخ ستي عمتي نائبة الرئيسة توزع مع ستي والبنات يشيلوا وياويل الطبخه زايده او ناقصه ملح او بهارات الله يعين من كانت نوبتها في الطبخ اما اذا كانت شهيه فلا كلمه شكر او تشجيع لان المفروض تكون كده لاحد يجرؤ علي حتي كلمه ننقل من البيت بعمدما اتسعت جده خارج السور عند الولاده يروح سيدي بالفيتون يحضر الدايه وبعد الولاده يرجهعا ايضا بالفيتون ويبد الاستعداد. للرحماني
وتبدأ الاستعداد له من اول مايشرف
المولود الي يوم السبوع
ماتت ستي وانفرطت السبحه
وكل وحده استقلت بدورها
والجمع اصبح يوم الجمعه
بمشاركه الجميع في المطبخ
انكسر عامود البيت
وغابت ست البيت الكبيره عن الوجود
ونزح البعض الي خارج الحاره
بل الي خارج السور
ولازلنا نرحم علي ستي وسيدي
كلما تذكرناهم
مع ايام من اجمل
واسعد واحلي ايام جده
قبل الاتساع
ذكريات عن بيت العيله
البيت الكبير
وستي الكبيره وسيدي بابا
رحم الله ستي وسيدي
رحم الله من كانوا عواميد البيوت
وستاتها
رحمهم الله جميعا
ورحم الله زمن
كانت القلوب
بيضاء ناصعه بيضاء كبياض البفته
وابيض من الثلج
متسامحه متعاونه
لا تعلم من يحمل الهم
فالمليان يصب علي علي الفاضي
ولاتعلم شمالها
ما نفقت يمينها
تلك ايام لاتنسي
بفقرها وكدها
وشقاها
تلك الايام التي صنعت ابنائها و ابنائها
صنعوا
تاريخها
فكانت جده
وكان تراثها
الذي نجتر ذكرياته حتي اليوم
وعلمي سلامتكم.
التصنيف: