ستصدح المآذن الله أكبر !!
لقد كانت ردة فعل النائب العربي أحمد الطيبي برفع الأذان من على منصة الكنيست احتجاجا صارخا على القرار الإسرائيلي بمنع رفع الأذان . والموقف الشجاع يمثل الإجابة الواضحة التي لا تقبل التأويل.. بأن أي قرار في هذا الشأن لن يكون له معنى ولن يجد القبول من الشعب الفلسطيني الذي لا يقبل الخنوع.
ولا شك أن رفع الأذان من هذا المكان يعد تحديا لمثل هذا القانون العقيم.
ولعل النائب العربي يقدم رسالة ناطقة مفادها بأن الفلسطينيين لن يبيعوا دينهم السمح ويضيعوا هويتهم الأصيلة مهما كلفهم من خسائر.
فالشعب الأعزل واجه الجيش المدجج ودباباته وبنادقه ورصاصه بصدور عارية وقلوب صلبة ، ليعلن للعالم بأنه لن يستكين ولن ينهزم بإذن الله مع هذه الإرادة القوية الثابتة التي لا تتزحزح.
ذلك لأنهم أهل حق وعلى حق ، ومهما كانت قوة المغتصب والمحتل وجبروته فلن تتمكن من إخضاع الأحرار ولن تستطيع إذلال الأبطال!
والفلسطينيون الشرفاء يكافحون الاحتلال بعقيدتهم الصافية أولا وعروبتهم الأبية ثانيا مهما كان الثمن .
والعالم من شرقه إلى غربه يثمنون لهم الدور البطولي في الصمود والتحدي رغم ما يتعرضون له من قتل وتعذيب وحصار ودمار ، رغم ما تعرضت له قضيتهم من متاجرة من بعض الحكومات والجهات التي سيفضحها التاريخ يوما وستلاحقها لعنات الأجيال على مر العصور.
والنائب العربي الطيبي لا يمثل نفسه في هذا الموقف بل يمثل كل الفلسطينيين الصامدين الذين لا يرضون الهوان . لأنهم يعلمون يقينا بأن دفاعهم المقدس عن العقيدة والمقدسات لهو من أهم الواجبات مهما بلغت التضحيات.
وإذا كانت إسرائيل تعتقد بأنها قادرة على طمس الهوية بقوتها الغاشمة.. فأنها تدفع بنفسها إلى مغامرة غير مأمونة العواقب مهما كانت قوتها . فكل قوة تتضاءل أمام قوة الحق والإيمان وسترى نتائج لا تسرها. وفي حوادث التاريخ عبر لكل من يصارع الحق ويقف ضده مهما طال الزمان.
ولربما رأت أن فترة الرئاسة الأمريكية الجديدة هي الفترة المناسبة لتمرير بعض الأفكار السيئة التي يخططون لها . وكأنما يستظلون بترامب الذي أعلن بحماقته وصلفه عن عزمه لدعمهم والوقوف معهم في ميل شديد مع الهوى ، لأن الله أراد أن يظهره للعالم أجمع بأنه يقف مع الباطل ضد الحق ، وهذا هو الخسران المبين.
وإذا كانوا يستقوون بترامب الكاسب الخاسر فإن الفلسطينيين يستقوون بالله القوي العزيز .. وما خاب من كان مع الله لأن الله سيكون معه ، “والله غالب على أمره ولو كره الكافرون”.
ولا شك أن موقف النائب الطيبي يستحق الإشادة والثناء لأنه يتصل بجوهر القضية التي يدافع عنها الأوفياء . وهو موقف يستدعي الأمة لأن تدرك أخطار مثل هذا القرار ، وأن تتحرك بعزم أكيد للحفاظ على العقيدة من العبث وتطهير الأقصى المبارك من دنس الصهاينة.
وبعد هذا الموقف الشجاع -الذي يسجل للطيبي بكل فخر – فلا شك أن المآذن لن تسكت في الأقصى الشريف وستصدح دائما:الله أكبر.
التصنيف: