الله يشفيك.. دعوة في ظاهرها جميل.. بل أننا ننتظر من يدعو لنا بها، وقد نطلبه بدافع الرغبة للخلاص من المرض، مهما كان المرض قوياً أو ضعيفاً..

إنما لم نجرب أن نطالب بالشفاء من أمراضنا الأخرى، كأمراض الحب، فمثلاً ليس هناك حبيب ومهما كان نوع العذاب الذي يلقاه من محبوبه.. فهو لن يطلب ممن حوله الدعاء له بالشفاء من ذلك المحبوب.. بل قد يتباهى بلعنة الحب تلك التي أصابته، ولا يطالب ببرئه منها.

وليس هناك مريض بالعظمة والكبرياء يشعر بأنه مصاب من الأساس، فلا عجب أن تراه ينظر لمن حوله بعين النقصان، لأنه في حقيقة الأمر يظن أنهم مرضى بالحسد والحقد على من هم أفضل منهم مكانة وعظمة.

وأيضا مرضى الحسد، لو كانوا يعلمون بما يصنعونه من أذى لمن حولهم لطلبوا الدعاء لهم بالشفاء، حتى يُرحم من تبقّى من البشرية من داء حسدهم المرير.

لعلنا جميعاً في ذلك سواء.. “فالجمل لا يرى سنامه” كما يقولون، ولا الإنسان يستطيع أن يرى (وجهه) إلا لو استخدم مرآة.. فكيف له أن يرى ما لا يُرى..

قد يتفق معي البعض في أن الطريقة التي يخبر بها بعض الأطباء مرضاهم بحقيقة مرضهم فيها جانب من قسوة الحقيقة، تلك القسوة التي لا نحب أن نعامل بها، ولا أن يعاملنا بها الآخرون.. إلا أنها تظل حقيقة لا مفر منها، مهما حاولنا أن نلفها بورق سلوفان وأرفقناها بباقة من الزهور جميلة الرائحة، لتعبق في المكان، وتضلل الواقع الذي تحمله معها.. سيتلف السولوفان، وستذبل الزهور، وتبقى الحقيقة التي أطلنا في عمر وصولها لصاحبها ليس أكثر..

تختلف الصراحة عن الوقاحة.. فنحن نتفق مع الأولى، ونختلف مع الثانية، إلا أنها في بعض الأحيان تكون هي نفسها عندما يتطلب الأمر الحزم والتصرف سريعاً.. أن تحاول تزيين الكلام مع أصحاب الوقاحة حتى لا تجرحهم بحديثك بينما هم ينهالون عليك بمشرط جرّاح.. هو قمة الصبر على الأذى، ولأنك تربيت على أن تحسن القول والفعل..

فأنت بعيد كل البعد على أن ترد الصاع صاعين.. إنما لا مانع من أن تقول لهم.. “صبري عليك طال.. وللصبر حدود” فلا تتمادى، إن لدي أدواتي التي قد أضطر أن أستخدمها لأستأصل داء الوقاحة منك، فأكف يدك ولا تؤذي أحد غيري.

للتواصل على تويتر وفيس بوك
eman yahya bajunaid

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *