سؤال .. من يملك الاجابة؟

Avatar

علي خالد الغامدي
* صفّقتُ كثيراً لهذه \”الرواية الصحفية\” التي قرأتها مؤخراً .. تقول الرواية التي يرجع تاريخها إلى منتصف القرن الماضي \”القرن العشرين\” إن رئيس تحرير صحيفة عربية شهيرة قال لأحد الشبّان الجدد الذين التحقوا بالعمل الصحفي، وأصبح مشهوراً فيما بعد \”إن الصحافة تتطلّب من الصحفي عقل فيلسوف، وقلب شاعر، وضمير قاض\” ..! فهل – يحق لنا، ولغيرنا – أن يسأل كم عدد الفلاسفة، والشعراء، والقضاة في صحافتنا العزيزة ، وفي أي المواقع، والمساحات يزدادون، وفي أي المواقع، والمساحات يتراجعون، وهل هؤلاء الفلاسفة، والشعراء، والقضاة من العاملين في الصحافة يعرفون عن أنفسهم ذلك، أم أنهم يرون أنفسهم فوق ذلك..؟
لابد أن كلاماً من هذا النوع الرقيق جدّاً ، والحالم جدّاً سيطربك سواء كنت صحفيا، أو كنت ممن يرتبط بهذه المهنة لو أن شيئاً من هذه الصفات موجودة فيمن يعملون بالصحافة، بل إن الأمر يتجاوز ذلك إلى المطالبة بصفة واحدة تتوفر في الصحفي من هذه الصفات: عقل فيلسوف، أو قلب شاعر، أو ضمير قاض..
نعم .. تكفي صفة واحدة من هذه الصفات فنرى صحفيين يملكون \”عقل فيلسوف\” لتتغير وجوه، وأفكار، وأعمال، وسلوك من يعمل في الصحافة.. أو نرى صحفيين يملكون \”قلب شاعر\” حالم بحياة مزدحمة من الرفاهية الإنسانية .. أو نرى صحفيين لهم \”ضمير قاض\” يسعى نحو تحقيق العدل، والمساواة للجميع.
أما مسألة أن تتوفر الصفات كلها لدى الصحفي – أي صحفي – فإنها مسألة تعيش في \”مستودعات الخيال\” .. ولا تعيش في \”أرض الواقع\” .. واسألوا كل من اشتغل بالصحافة هل هو يملك عقل فيلسوف، أو قلب شاعر ، أو ضمير قاض..؟
لو كان لدينا صحفيون يملكون عقل فيلسوف، أو قلب شاعر، أو ضمير قاض فإن \”عالم الصحافة\” كان سيتغير حاله كثيرا نحو الأفضل، ومن يعملون بالصحافة يدركون أنهم خارج هذه الأحلام الرومانسية، بل أنهم في واد، وعقل الفيلسوف، وقلب الشاعر، وضمير القاضي في وادٍ آخر لكنها \”الأحلام المستحيلة\” هي التي دعتني للتصفيق، ودعتني للإعجاب، ودعتني للتوقف أمامها \”حتى لو كانت مستحيلة\” فعالم الكلام الذي نعيشه ونحن نعمل في الصحافة، وأوضاع، وأحوال هذه المهنة يدعونا إلى أن نتعلق بمثل هذه الصفات إلى إشعار آخر..؟

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *