قبل أيام وأنا في خضم البحث عن موضوع أطالعكم به هذا الصباح قلت لزوجتي : اقترحي علي عنواناً للمقال القادم في جريدة البلاد .
سكتت برهة وقالت : وش رايك تكتب عني ؟ ألا أستحق أن تكتب عني ؟
وقبل أن أرد عليها ابتسمت وقالت : لا لا .. ترى كنت أمزح !! وش رياك في …. ثم اقترحت موضوعاً لا أتذكره .. والأصح أني لم أنتبه له.. فقد شدني أمر الكتابة عن الزوجة ، لماذا لا يكتب احد عن زوجته ؟ نقرأ من يكتب عن أمه .. عن أبيه .. عن سيده ..عن صديقه .. بل وعن المجرمين والطغاة ..لكن من النادر جداً أن نجد كاتباً يمشق ريشة قلمه ليكتب عن زوجته !!
حسناً ..أنا اليوم سأكتب عن زوجتي .. ولن يضيرني أبداً أن استحضر صورتها أمامي لأقول لها : لطالما كنت خير أنيسة لفؤاد زوجك رغم أنف وحشة الليالي ؟ ولطالما أضحكت قلبي في سويعات شتى كان قاب شبر من الغوص في كآبته ؟أنت مرآتي الصافية .. النقية التي لا يشوب صدق نصحها شائبة ، بسترك لي أرى عيوبي كما هي .. وبلطف الصديقة الصادقة كنت دوماً تلتقطينها عيباً عيباً ومن دون أن أشعر لحظة واحدة أنك تخدشين قشة من كبريائي ، أنت قصيدتي التي لا تنفك قافيتها عن مدحي وتضخيم صغائر محاسني وكأنك غير مكترثة أن ينال ذلك من ذؤابة تواضعي ، أعلم أنك تعلمين أني أحبك ، وأعلم أنك لا تأبهين لكوني لا أملك لك من حطام الدنيا غير هذا الحب ، لكنك لا تعلمين أني ما رأيتك إلا وأنت في ذروة تفانيك لي .. أو معي .. أو لأجلي .
عزيزتي إن لم أكتب عمن لا يكذبني أبداً.. فمن يجدر بي أن أكتب عنه ؟ سأكتب عنك رغم يقيني أن ما أكتبه ليس إلا كمن يمد يده عبر نافذة قروية مدعياً أنه سيلتقط النجوم ، أو كمن يرسم شجرة وسط غابات وارفة ويتصور أنه بذلك قد يحرج جمال الشجر ، إنما يكفيني من هذا .. أن تعلمي أني لا أرى مضاضة في الكتابة عنك .. وأني مثلما أجدك موئل كل مشاعري .. أراك أيضاً مداد كل كلماتي.

[email protected]
twitter: @ad_alshihri

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *