إن شَّد ما دهشت.. هو دفاع الأستاذ عثمان المحاسب عن الشباب السعودي ضد كل من ينعتهم بالكسالى… موجهاً تلك التهمة للبعض من اخوتنا المقيمين الذين تركوا مسؤوليات الحياة اليومية في اوطانهم علي عاتق الزوجة (الجندي المجهول كما اسماها الاستاذ المحاسب!)

فهي التي تستيقظ يومياً قبل صياح الديك النعسان لتبدأ رحلة الالف خطوة: سندوتشات المدارس قبل إعداد الفطور وايقاظ الأولاد.. ثم البس ياولد.. بسرعة يا بنت.. ومرافقتهم للمدرسة صباحاً في رحلة شاقة عنوانها (نُشوفية رمق) من النصائح والدرر ومثاني السور.. والدعوات والعبر التي يزخر بها جنان كل ام مصرية.

فإذا بناقوس الجهاد الاكبر معلناً سرعة التوجه لسوق الخضار.. في سوق مكتظة بالرجال.. وزحمة تفقع الطحال.. وأكياس وحمولات، وازمة مواصلات، وطلوع الدرجات حتي المنزل! ثم الكنس والرش! والغسل والشطف! حتي ساعة صرفة العيال! ثم تبدأ رحلة العودة للمدرسة ورحلة ماكروباصات، وزحمة عنق زجاجات! وتبدأ رحلة (انتظار) لتسترق دقائق من كل مدرس مستعجل.. لتسأله عن تحصيل اطفالها وكيفية تطوير أدائهم، وحل واجباتهم.

ثم الرجوع للمنزل مع حماسة اطفال..وشيطنة ولعب! وشنط مليانة كتب! وزحمة شوارع وضيق مسارات! و صعود السلالم، وارتقاء العتبات! فتمنع إنزيمات الأدرينالين زحف (دوالي القدم) علي عتبات الالم! المؤدية للشقة في الطابق الرابع.

فيجب سرعة التوجه لصالة المغادرين.. قبل ان تقلع الدخاخين وتنحرق الطواجين! وحكاية ليفة وسلك! في بيت ايجار نفسي يكون مِلك!

ثم تبدأ مرحلة بعد العصر ومذاكرة العيال.. وقراءة ملاحظات المدرسين ذات الخطوط الرديئة.. والكلمات القميئة! التي تحمل في طياتها شكواهم من ضعف الاولاد وتخلف البنات.. وتبدأ في قراءة مكاتيب المدرسين ذات الخطوات الشيطانية التي تراود الأمهات عن الولوج لعميق جيوبهم المستورة بحجة الدروس الخصوصية والتقويات واستنزاف الماليات.

فقاطعته قائلاً: توقف يا ابا احمد!! فقد شممت رائحة شياط الاكل من دقة الوصف! كان الله في عون كل أم لا يعي معاناتها لئيم ينكر، أو جاهل يستنكر.
درجة الدكتوراه الجامعة الأوروبية

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *