[ALIGN=LEFT][COLOR=blue] فهد بن محمد علي الغزاوي[/COLOR][/ALIGN]

يمكننا القول أيها المواطن العربي المسلم أننا أمة ساذجة محبطة رضينا وقنعنا وارتحنا نفسياً لضربة منتظر الزيدي للرئيس الأمريكي.
كثيرون الذين هللوا وسوقوا لهذا الحدث وخاصةً وسائل الإعلام التي ما فتئت تقدم برامج استطلاعية لآراء الكثيرين من الفنانين والصحفيين والكُتاب حتى فرّغوا ما بأنفسهم من إحباط وغبن نتيجة ما أصابهم من عجرفة أمريكا واحتلالها للعراق وأفغانستان وما يجري في أرض فلسطين.
هذا الحدث برهن بأننا شعوب لانجيد سوى الغوغائية التي تعبر عن نفسياتنا وضعفنا وتأخرنا الفكري والثقافي والنفسي والاجتماعي.. للأسف أخذوا كل شيءٍ منا ولم يبقى لنا سوى حذاء الزيدي؟ أكمل الرئيس بوش مؤتمره الصحفي وسط ابتسامة استهجان عريضة لذلك الوسط ووقع الاتفاقية وسط حشدٍ من الحراسة الأمنية خاصةً بعد حادثة الجذمة التي طرنا بها فرحاً ونغماً وعبّر الكثيرون للأسف الشديد بسعادة غامرة للبطل المغوار وكنت أتمنى أن يسمع منتظر هذه الضجة الإعلامية التي أعتبرها زوبعة في فنجان. وأن يترفع عنها إعلامنا لأنها لا تمثل لنا سوى أننا أمة لا تستطيع أن تقاوم أو تحدث نوعاً من الانقلاب الفكري أو حدثاً جوهرياً تجاه قضايانا التي باتت معلقة منذ سنين طويلة. فكل يوم للأسف يمر علينا كعرب ومسلمين يبرهن للآخر بأننا أكثر تخلفاً من أي وقتٍ مضى. فلم نعتبر ولم نتبصّر ولم نتعلم من الحقبة الزمنية الماضية تجاه هذه القضايا المعلقة التي أخذت تزداد كل يومٍ تعقداً وركوداً ولكن الذي حدث برهن للآخر بأننا أمة لا تفكر وإذا فكرت فإنها تخاف وإذا خافت تصرفت تصرف الجهلاء.
استطاع بوش بلياقة حركته أن يتخطى الضربات ، ولكنه استطاع أن يحصل على ما يريد كما استطعنا للأسف أن نحصل على جزمة منتظر الزيدي خلف منصة المؤتمر الصحفي! ألا يحق لنا وقد آن الأوان أن نقف موقفاً شجاعاً عالمياً مميزاً لنصوغ عدداً من الأسئلة المحرجة !
كنا منتظرين من الزيدي أن يعد سؤالاً أكثر تأثيراً وعمقاً لإحراج الرئاسة الأمريكية في شخصه.
متى نكون أمة لها كيانها الفكري؟ متى نكون أمة يمثلها أبناؤها الحكماء؟ وليس سفهاؤها؟ حتى متى نتصف بالحماقة والعاطفية والغوغائية والتأخر؟.
متى نرتقي بأدائنا وتفكيرنا ونرد السيئة بفكرٍ سياسيٍ عميق يعبر عما وصلنا إليه من علمٍ وحكمة ورجاحة عقل يحس بها الآخر ويعبر بها عن كيانه.فلنستيقظ من غفلتنا وانفعالنا فالدنيا تؤخذ غلاباً بالعلم والحكمة واللباقة.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *