زواج الصغيرات والحل المؤجل

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبد الله فراج الشريف[/COLOR][/ALIGN]

تزويج الصغيرات عادة لدى بسطاء الخلق، من أولئك الناس الذين لم ينالوا حظاً من التعليم كافياً ليؤهلهم لإدراك مخاطر زواج الصغيرات اللاتي لم يؤهلن له بعد جسدياً ونفسياً.
وكم رأينا لهذا الزواج من نتائج مأساوية، تعود على الصغيرة بعظيم الأضرار في بدنها، وتشويهاً لحالتها النفسية، ولكن عند ما يصر بعض من ينسبون أنفسهم للعلم الشرعي على أن مثل هذا الزواج مباح شرعاً، رغم كل ما ينتج عنه من ضرر، والضرر في الشرع محرم ايقاعه، ومأمور بازالته إذا وقع، وأن يصدر من محكمة شرعية حكماً بصحته.
فها هنا مكمن الخطر، ذلك أن هذا اللون من الأضرار بالصغيرات سيستمر إلى أجل غير معلوم، والجاهلون الذين سينغمسون فيه سيجدون المبرر لما يفعلون، من ارتكاب هذا الجرم الشنيع في حق الصغيرات، بناتاً كن أم قريبات، وسيرتفع مهر هذه الصغيرة ويصبح تجارة لأولياء النساء يقبضونه ثمناً للاستمتاع بصغيراتهم، والعالم من حولنا توقع دوله الاتفاقيات لحماية الاطفال وعدم انتهاك حقوقهم، ونحن غائبون عن ذلك، وكأن الأمر لا يعنينا.
فها هي زيجات الصغيرات تتكرر كل يوم، وإن كان الاجتهاد بإباحة العقد عليهن قد وقع، استدلالاً بأن الرسول – صلى الله عليه و سلم – قد تزوج أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وهي بنت ست وبنى بها وهي ابنة تسع، إلا أن الاباحة لا تعني أن يقع الدخول والزواج الفعلي، وإذا كان هذا الأمر كان مناسباً لذلك العصر، وذاك الزوج، الذي لزواجه غايات أخر، لا تتوافر في زيجات المسنين اليوم من الصغيرات، ولا نص صريح وصحيح يدل على أن زواج الصغيرات والدخول بهن مباح مشروع، وباب الاجتهاد لم يغلق، ووضع القيود على زواج الصغيرات ما دام في نظر البعض أنه مباح وارد، ومن حق ولي الأمر أن يأمر بتقييده، وقد تطاول الزمن.
ونحن ننتظر قراراً يحدد سناً للزواج، لا تضار به الفتاة ولا الفتى، ولم يصدر حتى اليوم رغم الحديث المستمر عنه، وكل قضايانا المؤلمة مؤجلة الحل، ما دام ان الساحة العلمية الشرعية يسيطر عليها رأي واحد لا يقبل من يحمله أن يظهر معه رأي آخر يخالفه، فما يقوله هو الدين، وكل رأي سواه ضلال، وما دام هذا نهجنا المستمر فكل ما نعانيه من مشكلات مؤجلة حله إلى أمد غير معلوم، فهلا وعينا المشكلة ونزعنا إلى اطلاق حرية التعبير عن الرأي الآخر فعله في ظهوره حل لكل مشكلاتنا، هو ما أرجوه والله ولي التوفيق.
ص ب 35485 جدة 21488 فاكس 6407043

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *