[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]سليمان الحصّان[/COLOR][/ALIGN]

لعلنا نعيش في زمن مليء بتنوع مصادر تلقي العلم بشتى انواعه وقد تختلف الآراء في أمر واحد رغم وضوحه أحيانا،هناك في حياتنا ثوابت لانختلف عليها وأصول لا نحيد عنها ومسلمات لانشكك بها .. دعوني اركز على ماهو شائع في هذه الفترة تحديداً ألا وهو كثرة التشكيك في النوايا والمقاصد وسهولة إلباس الأشخاص أحكاماً أحياناً نكون نحن كبشر غير مخولين للتيقن منها وهو أمر متعلق بالرب جل علاه..!
،،
خطابنا الديني مجمله ضعيف جداً رغم محاولات بعض الشخصيات الدينية لتحسينه وبعضهم أجاده والبعض \”زاد الطين بلّة\” .. على كل هم جميعهم مجتهدون وكتب الله أجرهم .. لكن يريد الشباب والفتيات تغيير مفهوم العنجهية والأسلوب المتشائم وكأن الله أوجد النار ولم يوجد الجنة .. وكأن الله وضع الدين وأوحاه لغير محمد صلى الله عليه وسلم وتجد من يتعصب لرأيه ويهمش الآراء الأخرى دون مبالاة..!
،،
أنا كشاب أو هي كفتاة .. في خلدنا اسئلة تبحث عن أجوبة وربما تكون تلك الأسئلة جريئة نوعاً ما لكن هو أمر فطري بحثاً عن إجابة وإقناع .. والله سبحانه وتعالى جعل لكل شيء إجابة واضحة ماعدا مايتعلق بالغيبيات المسلمة .. لذلك حينما نسأل ولم نجد أحد المشايخ ذي الحكمة يجيبنا فبكل بساطة سيقولون عنا (يازنديق .. ياكافر .. ياشيعي . ياملحد .. يايايا إلخ..) ..!
وكأن مايرمون من أحكام يساوي ثمن علبة عصير بريال ..! ولم يدركوا انه حكم يصعب إطلاقة على أي شخص ..!
يجب أن يحتوي خطابنا الديني أموراً عقلانية بأسلوب لطيف يتناسب مع متغيرات هذا الزمن .. واذا كنت تملك علماً بلا أسلوب فاكتبه في كتاب وَدعّ غيرك يتكفل بنشره بطريقة ملائمة ..!
،،
قرأت للعلامة محمد الغزالي رحمه الله في أحد كتبه (ولولا سهولة تعاليم الاسلام وتجاوبها مع الفطرة لوقف حيث بدأ أو لانكمشت رقعته وزالت ، بسبب الطرق التي يعرض بها.)
واعتقد انه محق بصراحة .. فمن المؤسف ان تبلغ مكانتك الاجتماعية القمة ولا تستطيع أن تملك أسلوبا دعويا حسناً .!
،،
اذا كان خطابنا الديني لايتوافق مع مايرى الشباب والفتيات فإن ذلك يشكل خطراً على العقيدة.. بمعنى ان قصص الخيال والبطولات الدعوية التي لايستوعبها العقل (لاتكثرون منها) فهي اسلوب لا يليق بدين عظيم ورسول يحمل صفات جليلة.
،،
وتذكر عزيزي الداعية ان النصيحة في العلن هي فضيحة ويكرهها الناس وربما تكون سبباً في كراهية الدين ذاته بسبب اسلوبك واختيارك للوقت وطريقة النصح ..
ومهما بلغ خطأك فلا تكابر فمن الجيد أن تعتذر وتوضح مكمن تقصيرك أو مكمن الخطأ.
ولاتنس أن الأهم هو اسلوبك الدعوي المؤثر المتناسب مع شريحة الناس التي توجه خطابك لها.
،،
اللهم أجعلنا ممن يقيم دينه على الوجه الذي يرضيه.
S U L A I M A N … <[email protected]>

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *