[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي محمد الحسون[/COLOR][/ALIGN]

ذات يوم في زمن مضى.. يبدو لي الآن كأنه حلم ليلة صيف لذيذ وجميل بنسماته الشمالية ولا أمتع بكل بساطته.. وبساطة أهله وعفويتهم.. زمن لن يعود أبداً.. فقد فضت بكارة طيبته.. بهذه «الهجمة» الشرسة التي أتته من كل جانب.
وفي ذلك اليوم ذات زمن مضى.. أقام ذلك الرجل الوقور الدنيا ولم يقعدها عندما خرج من المسجد النبوي الشريف بعد صلاة المغرب من باب «الرحمة» في طريقه إلى بقية «الشلة» الذين يمضون وقتاً قصيراً وجميلا بين صلاتي المغرب والعشاء في منزل أحدهم يتسامرون ويتبادلون أطراف الحكايا.
أقول أقام الدنيا ولم يقعدها عندما شاهد أمامه صاحب الدكان الصغير «معلقا» في مدخل «دكانه» بعضا من قمصان النوم النسائية.. وبجانبها بعض الملابس الداخلية النسائية.. فوقف أمامه.. مادّا «عكازه الأبنوسي» وراح بكل غضبته وحميته الصارمة.. ينكث في تلك المعروضات معترضاً على جرأة صاحب المحل على هذا الفعل المشين الذي قام به خادشاً به حياء القادمين والذاهبين.. فلم يجد صاحب الدكان مناصا من رفع ذلك بكل رضا وقبول.. بعد أن استمع الى تلك الكلمات المشحونة بالغضب والاستنكار على هذا التجاوز في كيفية وضع هذه الملابس بهذا الشكل الفاضح أمام بصر المارين. هذا الاحتجاج الساخط كان دلالة واضحة على تلك الصورة الحية التي كانت سائدة في ذلك الوقت الذي يبدو لي الآن كأنه سحابة رقيقة مرت كأنها لحظة حلم.
تذكرت كل هذا في ذلك الرجل «الطيب» وأنا اتصفح وأشاهد وأسمع هذه الاعلانات الباذخة التي تروج للجنس وعلاج ضعفه.. وغير ذلك من ألوان الاعلانات «الخادشة للخفر.. والحياء».

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *