[COLOR=blue]سلطان علي الشهري[/COLOR]

لم يكن امتناع الفيصل عن إلقاء كلمته أمام مجلس الأمن رسالة كافية للمجلس مع أنها واضحة الدلالة، جاء بعدها رفض رسمي لمقعد المملكة في مجلس الأمن تأكيداً للموقف السعودي من الوضع السوري المؤلم وسط تخاذل الحليف الأمريكي وبوادر تقارب مع إيران التي تدعم الأسد وتكيد للخليج أعظم المكايد حتى بالتحالف مع إسرائيل سراً وقد يكون مع أمريكا علناً في المستقبل القريب.
بعد صبر طويل على (نكسات) وتخاذل حكومة أوباما على مدى ثلاثة سنوات منذ بدء القضية السورية، إلا أن الصبر السعودي قصمته قشة التودد لإيران والأسد من أعلى مستوى سياسي أمريكي عن طريق اتصالات أوباما والرسائل التي وصلت للرئيس الإيراني، وبعدها الإشادة الكيرية بشجاعة الأسد وتعاونه في التخلص من الأسلحة الكيميائية التي تشكل الهاجس الإسرائيلي بحال تغيرت الحكومة الأسدية إلى حكومة إسلامية أو حكومة معادية للهيمنة الأمريكية والبقاء الإسرائيلي في الجولان وفلسطين.
حتى الأسد قال بأنه يستحق جائزة نوبل للسلام وهذا الاستخفاف جاء لدحض كل فكرة تقول بأن أمريكا وإسرائيل ضد الأسد بل هما متفقتان مع روسيا وإيران على بقاء الأسد الذي يخدم مصالحهم مجتمعة، ولا يستبعد أن تظهر في الصورة دول أخرى كانت معادية للأسد ويتغير ولاءها بحسب مصالحها وعلاقتها مع الدول العظمى في الشرق والغرب.
نصل بعد هذه القراءة السريعة بأن الزمجرة السعودية جاءت في وقتها كجرس إنذار بأن السعودية أيضاً لها مصالح في زوال النظام الأسدي وفي استمرار الضغط الدولي على النظام الإيراني حتى يتوقف عن بناء ترسانته النووية.
وفي خبر يدعم الموقف السعودي، الرئيس الفرنسي طالب بوضع ملف التجسس الأمريكي على مواطنين فرنسيين على جدول أعمال القمة الأوروبية، والدعم هنا بالضغط الفرنسي على الدول الأوروبية ضد الغطرسة الأمريكية، ولا ننسى بأن فرنسا أيدت الرفض السعودي للمقعد الأممي وقبل ذلك أيدت السعودية للضربة العسكرية ضد نظام الأسد.
أعتقد جازماً أن الموقف السعودي يحسب لها، حتى لو حاول البعض تأويل السبب، وحتى لو قامت بعض الصحف العالمية بمحاولة الضغط على حكوماتها تجاة السعودية، ففي الأول والأخير كل دولة تبحث عن أمنها واستقرارها والسعودية كذلك، ولم تقم بتلك الخطوة إلا بعد أن صبرت مدة كافية ثبت من خلالها تغير في أولويات بعض الحلفاء مما استدعاها أن تقول بكل وضوح بأن مجلس الأمن لا يخدم الأمن السعودي ولا أمن الشرق الأوسط فليس لنا في عضويته حاجة حتى يتم اصلاحه.
بقي أن نثبت للعالم بأنه موقف أصيل وثابت لن يتغير حتى تتغير أسباب الرفض المعلنة أمام الجميع .. وإن بحث الحلفاء عن مصالحهم مع أعدائنا فلا بأس بأن نبحث عن مصالحنا مع أعدائهم أو مع أي حليف آخر.
نكزة:
نتمنى بأن تكون هذه الزمجرة كافية لتربك المتربصين من أعداء الداخل والخارج، وأن يكون سكوت الفيصل كافياً في المرات القادمة حتى لا نضطر لرفع الصوت السعودي في كل اجتماع غير فاعل.
والله أعلم.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *