زرعت ولم أحصد

خاص / صحيفة البلاد

الجمعة 29 ذو الحجة 1437

عندما تحب المرأة تعطى بدون إنتظار المقابل

فهى مصدر الحب والحنان والإلهام، ولكن لا يقدر الطرف الأخر ذلك بل ويترجم عطاء المرأة على أنه ضعف شخصية منها

ويصل به التفكير “الأحمق” إلى تركها والبدء فى رحلة البحث عن المرأة القوية التى يستطيع كسرها حتى يمتلكها

ومن التناقض أن الرجل عندما يكسر هذه القوية يتركها أيضاً لأنها أصبحت ضعيفة!

وينسى أو يتناسى تماماً أن من كسرها ذات يوم كانت إمرأة قوية صعبة المنال  ويستمر فى رحلة بحثه حتى يصل إلى أخر مراحل الفشل برحلته

وهى أن يتزوج من إمرأة لا تشبهه على الإطلاق، تجعل حياته جحيم وكأنها دخلت حياته لأخذ حق هؤلاء الذين زرعوا ولم يحصدوا

لا يخفى على أى إمرأة فى العالم أن الخذلان والإنكسار والفراق من أقوى وأبشع المشاعر على الإطلاق

وقد لا تنجوا المرأة من هذه المشاعر السلبية بسهولة وفى وقت قصير

هناك جروح قد تستغرق سنوات حتى تلتئم، وأيضاً لا تذهب بسهولة بل تترك علامة بداخل المرأة

قد يراود النساء وقتها إحساس بالغضب الممزوج بالندم، نعم المرأة تعطى بلا مقابل ولكن مؤلم حقاً أن تزرع ولا تحصد ولو القليل

وبالنظر لحياتها السابقة قبل دخول الرجل حياتها تجد أنها كانت إمرأة ناجحة،محبوبة، متميزة، متألقة

لم يعرف الحزن ملامحها إلا من عرفت هذا الرجل، قد يكون إختبار لقياس مدى قوتها

ولكنه حتماً يأخذ من ملامحها الكثير ويبدأ إحساسها بالندم يصل لأقصى درجة

فكيف سمحت لأحد أن يخترقها هكذا ويحولها هذا التحويل الجذرى الذى جعل منها إمرأة ضعيفة مُهشمة

قد تضحك أمام الجميع لكن بداخلها صراع كبير وحزن تخفيه بإبتسامة تتصنعها لإخفاء كسر قلبها لأنها ذات كبرياء شامخة

عزيزتى يا من تقرئى هذه الكلمات، تشبثى بالحياة كما فى سابق عهدك وكما عرفك الجميع، فأنتى قوية عازمة قادرة على إجتياز الصعاب

قد تدمع عيناكِ الجميلتان يوماً على جرح تسبب به أحد العابثين فى قلبك

لكنه حتماً سيذهب يوماً ما ويصبح ذكرى قد تضحكِ فيما بعد

مهما زرعتى ولم تحصدى فأنتى عزيزتى زرعتى ما يجعل ذكراكِ جميلة فى قلب كل من عرفك فأنتِ لستِ مصدر للحزن أو الإكتئاب

بل أنتِ مصدر الفرح والسعادة والراحة، أعلم جيداً أن جرحك النفسى أقوى وأشرس بكثير من جرحك الذى قد تتسبب لكِ به أداة حادة أو حادث عابر

لكن جعل الله لنا نعمة النسيان التى لم تخذلنا أبداً فى إخراج كل من تسبب لنا بالألم ذات يوم

فإنطلقى إلى حياتك وعودى إلى سابق عهدك كما عُرف عنكِ

قوية، جميلة، متميزة، لا يستطيع أحد كسرها، حتى يأتى اليوم الذى تجدى فيها أنكِ حين تزرعى ستحصدى