[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]بخيت طالع الزهراني[/COLOR][/ALIGN]

شارع الأمير محمد بن عبدالعزيز في جدة (التحلية) يمكن أن يكون نموذجاً لحجم (التلبك) المروري المذهل في هذه المدينة الساحلية.. ولا يبدو أن في الافق اي بوادر (لحلحلة) هذا الضغط الهائل من السيارات.. التي تصطف بأعداد هائلة عند التقاطعات الاربعة في كل اشارة مرورية من اشاراته الكثيرة.. فلا (المرور) قد عمل شيئا ملحوظاً يمكن لك كعابر ان تلاحظه.. ولا (الأمانة) قد قدمت خطوة نجاح لتخفيف شيء من هذا الضغط المهول للحركة المرورية.. وينتابك العجب العجاب (كعابر لهذا الشارع) كيف لا أحد حتى اللحظة قد فعل شيئا.. وكأن الأمر عاديا، أو اقل من عادي.. في حين أن الناس قد أكلهم (الضغط والسكر) من زحمة هذا الشارع، وتراكم بل تكدس السيارات فيه، ومن رعونة السائقين فيه، وجرأتهم الواضحة و(الفاضحة) لقطع اشاراته المرورية في كل لحظة.. ومن الأخطاء البارزة للفتحات فيه بين (الرئيسي – والخدمة) ومن وقوف أي أحد بسيارته في المكان (الذي يعجبه).. ومن زحمة ومزاحمة وايتات مياه (مشروع مياه جدة) تلك التي تهرول فوق صفحته بكل جراءة، ورعونة، ومزاجية، وخطر على السيارات الصغيرة.. حتى لكأن ثمةحلبة مصارعة بين هذه وسائر السيارات الأخرى!!
هذا الشارع في واقع الأمر ليس هو كل (مشكلة المرور) في جدة.. ولا لعله يكون نموذجاً لمشكلة سوء تخطيط الشوارع في جدة، وفي تحديد فتحاتها، وأسلوب تصميمها.. والذي تتحمل (الأمانة) هذه الاشكالية بكاملها..
إن هذا الشارع هو في واقع الأمر (مجرد نموذج) واحد لعشرات من أمثاله تسودها (لخبطة) مرورية.. و(عشوائية) تخطيطية.. وكأن الأمر لا يحتاج الى ان يجلس فريق من المرور مع فريق من الامانة، فيتباحثون في أمر هذا الضغط المروري الذي اصاب المدينة في الآونة الاخيرة.. واحالها إلى ما يشبه علبة كبريت ضيقة لا يعرف الناس كيف يتحركون فيها، ولا كيف يوصل احدهم مريضه عبرها، ولا ان يقضي شخص عدة مشاوير هامة في لحظة حرجة، حتى ولو ادى به الأمر الى استئجار سيارة أجرة!!
وبصراحة نقول أن التكدس المروري يتزايد شهرا بعد آخر.. وأن الحلول ما زالت غائبة.. ولك أن تتخيل الأمر بعد سنة او أكثر إن لم يصل الحل المناسب والمفيد.. ومن عجب أن اعداد السيارات في تزايد، حتى تلك المستعملة والتي مضى نصف عمرها في أوروبا وامريكا صار لها سوق رائجة عندنا.. وأبواب الميناء مفتوحة لها.. فضلاً عن الطرازات الجديدة التي تدفع بها مصانع ووكالات السيارات الى اسواقنا كل سنة.. وكان من الطبيعي لكل هذه العوامل مجتمعة ان تضيق الشوارع بما رحبت من السيارات، لأن كل أحد صار لديه سيارة حتى صغار العمال والمهنيين، بل وعدد من طلاب المدارس الثانوية والمتوسطة.. وجاء ذلك في ظل غياب (خدمة النقل العام) التي كان يمكن لها لو توفرت ان تخفف من غلواء هذا الارتباك المروري المذهل.. لكن الذي نسمعه كل مرة ان خدمة النقل العام (قيد الدراسة) ومرت السنوات، ولم يتمخض عن تلك (الدراسة) شيء محسوس على أرض الواقع، اللهم إلاّ الكلام والتصريحات التي زاد معدلها، وغاب فعلها.. فكان ما كان مما تراه عيوننا من زحمة مرور اناء الليل واطراف النهار!!

[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *