\"روسيا اليوم\" والأداء المؤسف!
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]سارة كمال[/COLOR][/ALIGN]
دولة بحجم روسيا -مساحتها 17 مليون كم مربع وهى أكبر دولة في العالم- من المؤسف فعلا ألا تتنبه دوائر صنع القرار فيها والدوائر الإعلامية إلى مواقعها وخدماتها الإعلامية الناطقة باللغات الأجنبية والموجهة لغير الروس وغير قاطني دول الاتحاد السوفيتي السابق.
فقد أصابتنى دهشة ممزوجة بالانزعاج من الموقع الإلكترونى \”روسيا اليوم\” الناطق باللغة العربية والموجه طبعا للناطقين بها، ومصدر هذا الانزعاج ما بدا على الموقع من تأخره وتخلفه عن الركب الإعلامي الحديث بما يشمل تحديثات الأبواب والتقارير الصحفية فيها.
سقطات إعلامية مخجلة في حق الدب الروسي، إلا أنها لا تقارن بحجم الخطيئة الكبرى المتمثلة في قلب الحقائق وتزييف الأحداث بصورة مؤسفة، فمنذ اندلاع الثورة السورية في الخامس عشر من مارس الماضي، والموقع يتعمد بصورة مثيرة للدهشة نشر أخبار وبيانات وأرقام فجة حول \”الإرهابيين\” الذين يقتلون الأبرياء في سوريا ويذبحون العشرات في الطرقات ويعطلون مصالح الدولة وكذلك الجهود الروسية الحثيثة في مساعدة النظام السوري في التصدي لهؤلاء الإرهابيون ومنعهم من عرقلة الحياة في الشارع السوري ويالها من سقطات إعلامية لا تغتفر!
وإذا كانت وسائل الإعلام حول العالم تتبنى مواقف حكوماتها، فلا يعني ذلك قلب حقائق التاريخ والواقع وإيفاد أخبار وصور ومقاطع فيديو مغلوطة من أساسها وتستهدف النيل من الثورة ودعم ممارسات النظام السوري بأكثر مما يقوم به هذا النظام نفسه في وسائله الإعلامية لتجميل صورته القبيحة!
وقد كان من المنطقي ومن المقبول نوعا أن يعمد الموقع الإلكترونى إلى الاكتفاء بدعم المواقف الرسمية السورية وهو لن يلام على أي حال على ذلك لأنه مجرد بوق لأصحابه، يبث ما يعبر عنهم ويساند مواقفهم الرسمية …أما أن يقوم الموقع بنشر أخبار مزيفة وصور لقتلى الجيش السوري في المشرحة وعويل أهاليهم عليهم واستنجادهم بالنظام لتخليصهم من هذه الجماعات الإرهابية …فهو فعل إعلامي فاضح!!
ولعن الله تجارة السلاح والمصفحات والمدرعات التى تدفع بالدول وأبواقها الإعلامية إلى مثل هذه الممارسات الصحفية غير المغتفرة.
التصنيف: