رمضان عام ألفين وثمانية
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]ليلى عناني[/COLOR][/ALIGN]
أهدي أجمل التهاني والأمنيات الحلوة لكل مسلمي العالم \” بل والعالم أجمع \” بمناسة حلول هذا الشهر الفضيل خاصة، أيام قلائل وننتقل إلى جو مميز أنعم علينا به رب العالمين لنعيش أجواء روحانية كثيراً ما تضيع معالمها بين أيام السنة ! ولمن تمضي سنينه غافلاً أو متغافلاً أن يتمعن في نفسه وحقيقتها وما أنعم الله عليه من خير وإن كان قليلاً فرضاؤه بما قسم الله له هو الغنى نفسه …ليتدبر في كينونته والحكمة من الصيام؟ فلنصم حقاً ولا نمتنع عن الطعام فقط ثم نتناول كل ما لذ وطاب عند لحظة الإفطار .فكثير من الفقراء في بلادنا يتضورون جوعاً ولا يسألون الناس تعففاً، لنضع بين أيديهم من المؤن والأطعمة أفضل ما نحب أن نأكله .كثيرٌ من الأطعمة الزائدة يتم إلقاؤها في صناديق القمامة وآخرون يجمعونها ليأكلوها من القمائم، يجب أن ندرب أنفسنا على طهي كميات الطعام التي ستتناولها الأسرة بدون زيادات مبالغ فيها ..لنتذكردائماً أن الله فرض في أموال الأغنياء أقوات الفقراء فما جاع فقير إلا بما مُتع به غنيَ .
جاء رمضان هذا العام وانتشر الغلاء بشكل ملحوظ، جار فيه التجار بحق وبدون حق برفع الأسعار كما يحلو لهم بدون رقابة تردعهم ! فإن استطاع المقتدرون على استمرار حياتهم رغم الغلاء فماذا يفعل الضعفاء برواتبهم التي لا تفي باحتياجاتهم أمام هذه العاصفة النكراء وهم يعيشون مأساة الغلاء التي هي في ارتفاع متواصل؟
لنجعل شهر رمضان هذا العام كما يجب أن يكون فيعم الحب ولتتعاطف قلوبنا مع المحتاجين أكثر من ذي قبل ونمدهم بالمؤن والغذاء ليسعدوا كما يسعد كل مقتدر بأفراد عائلته وهم يجتمعون على مائدة طعام واحدة في أوقات لا يمكن تغييرها في شهر الخير، ولا ننسَ إخواننا في البلاد المحتلة والفقيرة ونتذكرهم بالمساعدات والدعاء لهم .
لنتمعن في أجسادنا واحتياجاتنا المادية ونعطيها ما أمرنا الله به بدون إسراف ..فقدجاء رمضان هذا العام وهو يحمل كثيراً من الهموم، بالإضافة لهذا الكم الهائل من المسلسلات وما يتم لها من دعايات لا تخلو منها حتى صحفنا وكأن هذا الشهر جاء ليحتفل المسلمون بمسلسلات السنة الجديدة ! عجيب ما يحدث لقد أصبح بالفعل القابض على دينه في هذا الزمان كالقابض على جمرة ..ومنالإيجابيات تقديم بعض الفضائيات الهادفة شيوخنا الأفاضل في كل ما يهم المسلم من أمور حياته وتاريخ الصحابة وقصص القرآن الكريم وغيرها من البرامج الدينية الرائعة والمسلسلات التاريخية الهادفة .لنجعل رمضان شهر الغفران شهراً للتعبد لعل الله يفك كرب كل مكروب ويعود الإيمان لقلوب قد بعُدت عن الصواب ..وندعو الله أن يعيننا على صيام رمضان و قيامه و أن يتقبل منا .
التصنيف: