رفقة السوء
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد علي إبراهيم الأصقة[/COLOR][/ALIGN]
تطيب الحياة وتستقيم الأمور إذا المرء سلك طريقاً يخلو من الهفوات التي تكدر حياته، والإنسان بطبعه يحتاج رفقة يقاسمونه هم الحياة واختيار الرفقة في الحل والترحال له دور مهم يرفع من شأن المرء ويعلو بمقامه إذا كانت صحبة ماجد أو يهوي به إلى هاوية تجمع في قاعها نتن الحياة إذا كانت صحبة فاسق، يقول صاحبي: لم أشك يوماً بأن الصحبة غير المدروسة ستقودني إلى الوقوع في مستنقع الرذيلة فقد وثقت بمن توسمت بهم خيراً دون التحقق بمسيرتهم حتى تفاجأت بأنني أسير معهم في طريق غير سوي وتنبهت من غفلة لو دمت في عقالها ما رأيتني أمامك أتجاذب أطراف الحديث معك. قطعت حبال الصلة بيني وبين من كنت أظن أنهم رفقة درب.
أبدلني الله بصحبة يقول ذلك الصاحب ضعيفهم لي ناصح وقويهم قدوة أفاخر بها ينشدون في مسيرتهم درجات العلا ويسعون جاهدين لوضع بصمتهم على صفحات الكرامة عرفت محبتهم للخير من معاشرتي لهم، شاء الله أن أكون معهم في رحلة خارج مملكتنا حيث كل المغريات فوجدتهم فتية آمنوا بربهم لا تفوتهم صلاة ولا تسمع منهم إلا طيب الكلام، الأماكن التي يرتادونها إمّا للتسوق أو الإطلاع على ما له أثر في أمم سابقة أو للاستجمام في متنزهات ذات جمال خلاب، اكتسبت منهم صفات جليلة وحفظت من معاشرتهم خصالاً حميدة فكانوا بحق وحقيقة حاملي المسك إن لم تمس من عطرهم تكفيك رائحتهم لذلك حمدت ربي الذي غير من حال إلى حال واستبدلني بالدرهم دينارا.
يقول صاحبي: على المرء أن يعرف كيف يختار رفقته فلا يندفع الا بعد بينة فكل قرين بالمقارن يقتدي، فكم من صاحب ضحى بصاحبه وهوى به بين منحدرات الردى وكم من صاحب نقشت نصائحه في قلب من صاحبه المروءة وعزة النفس وآداب المعاشرة. يقول جميل الزهاوي: عاشر أناساً بالذكاء تميزوا * واختر صديقك من ذوي الأخلاق.
التصنيف: