هل استهلاكنا كسعوديين للطاقة والنفط عموما , وللبنزين خصوصا هو مرتفع عن السقف العالمي ؟ .. وبالتالي هل يعني ذلك أن ثمة هدرا للطاقة عندنا وصل إلى درجة الخطر ؟ .. وأن علينا أن نحمي أنفسنا من ذلك الخطر , وأن نرفع سعر المحروقات مثلا ومن أولها البنزين ؟
هذه الأسئلة وغيرها تداعت الى ذهني وانا اقرأ مقالين . الاول للكاتب قينان الغامدي في صحيفة مكة قبل أسابيع , والثاني للكاتب سهيل قاضي في صحيفة المدينة يوم 2 صفر 1436 هـ .. وكلاهما دعيا تصريحا وتلميحا إلى ضرورة قيام الجهات المسؤولة برفع الدعم عن المحروقات – والبنزين خصوصا – أو هكذا فهمت .
بداية .. انا لست متخصصا في الشأن النفطي ولا الاقتصادي , ولكنني سأقول رأيا انطباعيا , وهو على أيه حال لا يعني ردا مني على الكاتبين القديرين,رغم أن مقاليهما لم يكنا مدعومين بأرقام كافية شافية تدلل على حجم الخطر من رخص سعر البنزين عندنا.
أقول أن رفع سعر البنزين ليس حلا سحريا , نعم قد يكون حلا ولكن بنسبة صغيرة وسط حزمة من الحلول , غير أن الحل الأقرب للصواب يتمثل في وضع استراتيجية وطنية للطاقة , وفق منطلقات علمية – وأنا هنا لا اكتب من بنات أفكاري بل من خلال ما قرأت في هذا الاتجاه – تكون قادرة تماما على تشخص المشكلة وطرح العلاج ضمن حزمة من الحلول , ومنها تسريع اقامة مشاريع النقل العام – التي تأخرنا فيها – في المدن وفيما بينها , ترشيدا للطاقة وعلاجا للتلوث البيئي في ذات الوقت.
ويظل من المهم جدا البدء في انتاج الطاقة الشمسية كبديل استراتيجي مهم , خصوصا وبلادنا مكان خصب لهذا البديل المجاني, إلى جانب دخول بلادنا – وبسرعة – مضمار انتاج الطاقة النووية المنتجة للكهرباء (تقوم المملكة حاليا بتوليد حوالي 50% من احتياجاتها من الطاقة الكهربائية باستخدام الغاز الطبيعي و50% باستخدام منتجات البترول ) .. كما يمكن العمل على استثمار طاقتي الخلايا الكهروضوئية , والرياح لإنتاج الطاقة.
ولقد فهمت مما قرات للسيد « كيجيل أليكيت « في كتابه «نظرة سريعة على ذروة الإنتاج البترولي» . إن الخطر ليس في استهلاك الناس للبنزين كما يردد ذلك عدد من الكتاب عندنا , ولكن الخطر الحقيقي هو فيما تستنزفه الطاقة الكهربائية من نفط , يقول : ( يشكل البترول ومشتقاته حوالي 50% من حجم إنتاج الطاقة الكهربائية في المملكة ).
ويظل من المهم اقامة محطات كهرباء نووية , لتوفير مورد أساسي مستديم من الطاقة الرخيصة والحفاظ على النفط والغاز للتصدير , لقد فعلت ذلك دول الجوار , فايران مثلا اعتمدت محطة كهرباء نووية في شبكتها , ودولة الامارات في الطريق لإقامة ذات الفعل عما قريب مستعينة بالخبرة الكورية ربما هذا العام 2015 , بينما نحن تأخرنا كثيرا .
لدينا في المملكة – بحسب متابعاتي – خطط لبناء ما يصل إلى 16 مفاعلا نوويا خلال العقدين القادمين , لتلبية احتياجات الطاقة المتنامية في بلادنا لتوليد الكهرباء , وانتاج مياه عن طريق التحلية , وبذلك نحن متفائلون رغم بطء حركتنا.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *