[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]فوزي عبد الوهاب خياط[/COLOR][/ALIGN]

ذكرنا حبيبنا الأستاذ علي الحسون رئيس تحرير هذه الصحيفة يوم الجمعة الماضي وهو يقدم لنا حواراً شهياً مع فنان العرب محمد عبده في أمسية التكريم التي أقامها الأستاذ محمد سعيد طيب لصديقه الشيخ سراج عطار.. وكان الحوار متعوباً عليه جاء رشيقاً ولكنه حافلاً وصريحاً وهذا ليس بالغريب ما دام أن الذي يسأل علي الحسون.. والذي يجيب محمد عبده..أقول ذكرنا الحوار بما نشره الزميل الراحل جلال أبو زيد \”رحمه الله\” على لسان الفنان محمد عبده في بداية السبعينات الميلادية قوله: \”إن أم كلثوم لها مستقبل\” فحدث زلزال كبير من خلال وسائل الاعلام التي \”شرشحت\” كلام محمد عبده دون رحمة فيما ظل فنان العرب صامتاً.. مبتسماً..راضياً .. بردود الفعل الساخنة!! ولم يصحح المقولة.. ولم يكشف ان هذا ما قاله أبو زيد.. أما ما قاله هو \”أم كلثوم هي المستقبل\”.. وكما قال حبيبنا الحسون \”هناك فرق بين هي .. وبين لها\” !!
*على أن السؤال الذي استوقفني طويلاً من الأستاذ الحسون قوله: \”لقد أسمعتني قبل حوالي عشر سنوات تقريباً مقدمة ومقطعاً واحداً من قصيدة – الطين – للشاعر ايليا أبو ماضي وكانت مقدمة موسيقية أحسبها من تلك الأعمال الكبيرة كالكرنك أو الجندول للفنان محمد عبدالوهاب أين وصلت بها\”؟
– فقال الفنان محمد عبده: \”أنت فاكر هذا زمن طويل لقد انتهيت من تلحينها لكنني متوقف عن اطلاقها فالوسط الفني لا يستوعب مثل هذه الأعمال .. إنه زمن الايقاع السريع الذي لا يتوقف أمام عمل ضخم له طبيعته\”..
* فسأله الأستاذ الحسون: لكن هناك سميعة يودون أن ينظفوا آذانهم من هذا الصخب الذي يملأها بهذا الغثاء الغنائي؟
– فأجابه فنان العرب: هذا صحيح لكن الوقت غير ملائم حتى الآن!!
وأقول لكم الحق اني شعرت بالكثير من الاكتئاب.. والحزن.. فهل صحيح أن الساحة الفنية قد خلت من – السِّميعة – الذين يركضون خلف الفن الأصيل.. وأغاني الشجن.. والأعمال الكبيرة.. والأصيلة.. وهل صحيح أن الجميع اليوم لا يقبلون الا بالهز.. والصخب.. والايقاع السريع الذي يهز الوسط والأرداف..ولا يؤثر في المشاعر.. والأحاسيس.
هل توارت الآه.. التي كانت تخرج من الأعماق – وتكرس الشعور بأغلى المعاني.. وأمتع الألحان.. هل انتهى زمن حيرت قلبي معاك وقصة الأمس.. وحسيبك للزمن.. وتوارت في الذاكرة الكرنك.. والجندول .. وخي خي.. ولم نعد نستمع للربيع وأول همسة وأيظن وحبيب الأربعاء..
هل مات الحس المرهف الذي يمتطي ألوان الغناء في الزمن الجميل.. وهل أصبحت \”هاتوا الفلوس اللي عليكم\” هل كل الذي نستمع.. وكل الذي نحتفي..!ّ!
علينا أن نعترف بأن هذا هو الواقع وأن هناك قلة من المستمعين وعشاق الفن الذين ما زالوا ينصتون للأطلال.. وحبيبتي من تكون.. وصوتك يناديني.. وسمراء.. ووردك يا زارع الورد.. وغيرها من الأعمال الفنية الكبيرة..وكلمة حق فإن فنان العرب محمد عبده يعتبر اليوم هو الأول في عالمنا العربي كله.. بل إن الذين يقفون بعده يأتون بعد مسافة بعيدة جداً.. ولهذا فإننا لا نقبل من فناننا الكبير أن يحجم عن تقديم أعماله الفنية الكبيرة بحجة أن الوقت غير ملائم وأن الزمن للإيقاع السريع فالساحة الفنية تحتاج إلى دعم تنظيف الآذان.. وايقاظ المشاعر والأحاسيس الجميلة وتلك رسالة الكبار وليس بيننا في الساحة الفنية اليوم أكبر من فنان العرب.
آخر المشوار
قال الشاعر:
لا يعرف الحزنَ إلا كل من عشقا
وليس من قال إني عاشق صَدقا
للعاشقين نحولٌ يُعرفون به
من طولِ ما حالفوا الأحزانَ والأرقا

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *