رسالة الشجعان من أجل الوطن

تحية للمواطن عبد الله آل نزهه الحوالي والد أحد شهداء الحد الجنوبي، الذي يعرف أن جرح الوطن أعمق من جرحه، وأن مصابه أهون كثيرا أمام حماية العقيدة وسلامة البلاد والتي تتطلب التضحية والفداء.

فرغم الكلم الذي أدمى قلبه لفقد فلذة كبده الذي لم ير جثمانه بعد ، فإنه يعلم تماما أن الانتصار هو البلسم الذي يداوي الجروح، ويشفي الصدور. ويوجه رسالة الشجعان بتهنئة نفسه وتهنئة رفاقه كذلك، على نيل ابنه الشهادة مع الأبطال الذين نالوا هذا الشرف العظيم، وينبه المرابطين لأخذ المزيد من الحيطة والحذر لسلامتهم.

وهي رسالة عميقة في معانيها بعيدة في مراميها، يوصيهم فيها بضرورة الدفاع ببسالة عن تراب الوطن الغالي مؤكدا بأن الذود عن الدين الحنيف والمقدسات الطاهرة، هي الرفعة والشرف لكل من تقدم في ميادين الجهاد.

والرسالة الصوتية المسجلة تعطي بعدا لموقف جميع المواطنين الشرفاء من التدخلات الفارسية الخاسئة في شؤون المنطقة بعد أن وظفت عملاءها الأقزام لهذا الغرض وأعلنت من خلال مسؤوليها وملاليها بأن صنعاء هي رابع العواصم العربية التي خضعت لسيطرتها

ودخلت تحت هيمنتها..تمهيدا للتدخل في أمور المملكة، ولزرع الفرقة والصراع بين أبنائها ونشر الفوضى والاضطراب داخل حدودها لتحقيق أطماعها السيئة، كجانب من أساليبها المتبعة ..التي رأى العالم نتائجها البغيضة ! سواء في العراق أو سوريا وما تعيشه من أوضاع مأساوية مزرية نتيجة لهذا التدخل السافر بمساندة حقيرة من روسيا والذي كان من نتيجته مئات الآلاف من القتلى والملايين من المشردين والكثير الكثير من الدمار والخراب والأعمال اللاإنسانية من مجازر مخيفة وجرائم فظيعة في حق الأبرياء والتي لم يشهد التاريخ لها مثيلا.

ولعل حلب الشهباء تمثل أحد الشواهد الحية لمعنى البربرية والهمجية والبعد عن النواحي الإنسانية لسحق الشعب بجميع فئاته وشرائحه من أجل بقاء حاكم طاغية، يحقق لهم أهدافهم الخبيثة.

وقد أدركت القيادة السعودية الحكيمة ومعها الشعب الوفي هذا الخطر الداهم الذي يستوجب المواجهة الصلبة والتصدي القوي لإجهاض كل المخططات الفارسية التي تستهدف بلادنا والتصدي لها وإفشالها.

والواقع أن تلك الرسالة تعد مؤشرا حقيقيا لنظرة السعوديين تجاه أعداء الدين والوطن، ومايجب نحوهم.

فسلام عليك يا أبا علي الحوالي، وكثر الله من أمثالك من الصناديد داعين الله لابنك أن يتقبله الله في الشهداء ويرحمه ويرحم جميع شهدائنا وأن ينصر ويثبت المجاهدين البواسل الصامدين في جميع جبهات القتال.