[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عمر عبد القادر جستنية[/COLOR][/ALIGN]

•يستحق الإنجاز الإشادة، فما تحقق يسجل بفخر لكل من ساهم في نجاح الموسم، خصوصاً لأولئك العاملين في ميدان شرف خدمة ضيوف الرحمن، ولكننا إذ نسجل الإعجاب والتقدير يجب ألاَّ نغفل ولا نستكين لجملة من الأخطاء كانت وماتزال نقاط اخفاق متوالية لعل ابرزها الافتراش الذي تم الحد منه حول جسر الجمرات في رؤية أمنية جيدة، ولكنه خلق بؤرة استيطان غير شرعية في المناطق التي تلي الجسر من جميع الاتجاهات، إضافة الى مستوى النظافة.
•تختنق الشوارع المؤدية إلى الجسر والطرق الجانبية في الدوائر التي تلي مناطق الجسر بالمفترشين، وبينهم نفر من الحجاج القادمين من الخارج لأسباب أجزم أنها غير خافية على القائمين على شؤون الحج وتلك تسهم في تعطيل واعاقة حركة الخدمات العامة، وتؤخر بشكل حقيقي سرعة الاستجابة للطوارئ بمختلف فعالياتها، وتشل عمل النظافة الشاملة التي لا أشك إطلاقاً في اخفاق الشركة القائمة عليها في التعامل مع المعطيات الموجودة على أرض الواقع، ربما يشير بعضهم هنا إلى حداثة خبرة الشركة، ولكن هذا لا يعفي امانة العاصمة المقدسة من المسئولية، اذ كيف نتيح لهذه الشركة وغيرها العمل في المواسم دون التأكد من امكاناتها التنفيذية وسرعة استجابتها للمتغيرات على أرض الواقع، ولكنها تستجيب بدون قصد لإخفاقاتها، من تابع بشكل مباشر حجم النفايات المكدسة في مناطق الافتراش لن يقتنع ان الاخفاق مرتبط فقط بالشركة ولكنه اخفاق عام تتحمله بالدرجة الأولى امانة العاصمة وبعض الجهات التنفيذية الأخرى التي يجب ان تطرح رؤى عملية للمساهمة في النجاح بدرجاته، ولا تقبل بأنصاف الحلول.
•وعودة على موضوع النفايات وتكدسها هناك دراسات سابقة قام بها مركز ابحاث الحج حول نوعية الأطعمة التي يجب توفرها في مناطق المشاعر وتساعد على حماية البيئة العامة من الروائح الكريهة التي تستشري هناك بدون حلول، ألم يحن الوقت لبدء التجاوب معها , وبعد ذلك اين الحلول العملية في ايجاد انفاق للخدمات العامة، لتحد من تفاقم وانتشار النفايات وما يتبعها من اشكاليات بيئية وصحية، تساهم في توسيع رقعة أمراض الحج الشائعة، وفوق ذلك حجم النفايات الضارة بالبيئة وفي مقدمها البلاستيك في تزايد كبير (قدرها احد المتابعين لموسم الحج بأكثر من 55 الف طن او تزيد خلال أيام معدودات) وتلك اشكالية من اشكاليات المستقبل لمناطق الحج على رغم عمليات التطهير التي تقوم بها شركات النظافة بشكل بدائي بعد الموسم، والسؤال هل يمكن ان تظهر مصانع تدوير النفايات بأحجام صغيرة إلى متوسطة في مناطق المشاعر للاستفادة من نواتجها في اعادة اصلاح البيئة لنفس المناطق على أن تستفيد منها منطقة ومدينة مكة المكرمة أيضاً؟، السؤال مشروع والإجابة قرار.
•حسبما تردد صحفياً تم منع اكثر من 42 ألفا لايحملون تصاريح رسمية للحج، وفي المقابل تابعت ومعي شهود عيان ان حجم من تمكنوا من التحايل أكبر وأكثر من ذلك، وحسبما نشرت الصحف أيضاً عمليات التسلل قائمة على قدم وساق وخلفها أرباح مجزية على رغم مخاطرها وخروجها على النظام، وبالتالي ربما علينا التمسك برؤية الحج عبادة وسلوك حضاري ولا حج بلا تصريح ولكن باستراتيجية مختلفة قليلاً ومن أولوياتها الطرق الخلفية للتهريب، خصوصاً وأن الزيادة ستكون مضطردة لأعداد القادمين من مختلف بقاع الأرض.
عام سعيد للوطن ونبضه وإيقاعه.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *