رسائل الجوال وحقوق المشتركين
[COLOR=royalblue][ALIGN=LEFT]شهوان بن عبد الرحمن الزهراني[/ALIGN][/COLOR]
شركات الاتصالات العاملة في المملكة يبدو أنها في زحمة التنافس بينها والسعي للكسب جعلها تتناسى حقوق المشترك ، فكل ما يهمها هو الحصول على قيمة المبالغ التي تكون آخر الفترة في الفاتورة أو قبض قيمة البطاقة المباعة ، وما عدا ذلك فلا تهتم بأي أمر آخر من أمور المشترك ، ولعل من أهم تلك الحقوق التي يجب أن يتمتع بها كل مشترك هو حقه في تمتعه بالخصوصية ، وأن يكون ذلك المشترك في منأى عن الاستغلال والاستلاب.
إنني لا اعتقد أن هذه الشركات بكل ما تملكه من تقنية متقدمة تعجز عن إيجاد طرق مناسبة وملائمة من خلالها تقوم بنشر وإرسال الرسائل الدعائية وتضع بين يدي المشترك تلك الخيارات فيختار ما يناسبه منها ، وإذا كانت أغلب الخدمات من نغمات وعدم استقبال مكالمات معينة وخلافها من الخدمات التي تقدمها وتطرحها تلك الشركات تكون وفق خيار المشترك ، فإن من مقتضى حق المشترك أن يختار وصول الرسائل بكافة أنواعها أو بعضها ليتم برمجة ذلك على الرقم الخاص به ومن هنا يكون كل مشترك قد اختار الطريقة المناسبة ، فمن يرغب وصول رسائل الدعاية والإعلان فيكون له استقبالها ، أما من لا يرغب ذلك فتحجب عنه ، حتى تتحقق له خصوصيته واستقلاليته .
إن هذا الكم الكبير من الرسائل التجارية الدعائية التي تستقبلها أجهزة المشتركين وتتقاضى عليها شركات الاتصالات رسوماً تعتبر انتهاكاً فاضحاً لخصوصية كل مشترك ، ففيها استغلال للأرقام المسجلة بكل شركة دون إذن من صاحب الرقم في استقبال هذه الرسائل الدعائية ، وهي فوق ذلك على حساب راحة المشترك وخصوصيته علاوة على أنها لا تراعي ذوق المستقبل فقد تكون بخلاف توجهاته وبعكس ما يريد ، فقد يكون المستقبل لا يرغب أصلاً في هذا المنتج بينما رسالة الدعاية تصل إليه لتدعوه إلى ذلك المنتج ، وبعض الرسائل تشير بجلاء إلى الاستخفاف بعقل المستقبل لكونها تدعوه إلى غير رغبته ، وكأنها أداة استفزاز جاءته من خلال هذا الجهاز .
ومن الثابت أن كل شركة تجارية تسعى بكل الوسائل إلى إيجاد طريقة يرضى بها المشترك ، فلا تترك مجالاً من المجالات تتوقع أن يكون سبباً في رضا المشترك إلا وقد سلكت ذلك المجال وحققته ، لكون رضا العميل الذي تتعامل معه تلك الشركة وتصل إليه منتجاتها هو المكسب الحقيقي للشركة ففي ذلك ضمانة للاستمرار وزيادة الإنتاج ومن ثم تتحقق المكاسب المالية المتوخاة ، وبدون ذلك تبقى الشركة رهينة لظروف معينة ربما تفقدت لتكل الظروف فتكون خسارتها سريعة وزوالها قريباً. فهل تقوم شركات الاتصالات بعمل كهذا يرضي المشترك .
شركات الاتصالات تتقاضى بكل تأكيد مبالغ كبيرة مقابل هذه الرسائل ثم تبثها لجميع المشتركين دون مراعاة لأحوالهم وظروفهم ، فقد تحمل الرسائل دعوة للفرح والطرب بينما المُستَقبِل يعيش في مأتم , فأي شعور لذلك الشخص يكون تجاه تلك الشركة المعلنة والشركة الوسيطة لإيصال الرسائل؟.
سألني أحد الأصدقاء سؤالا مضمونه هل بالإمكان إقامة دعوى ضد هذه الشركات لكونها تبث هذه الرسائل دون موافقة من المشترك في استقبالها ، ولكونها تنتهك خصوصية الإنسان وتزعجه بدون مبرر وتستخف بتلك الخصوصية . فهل من حق ذلك الإنسان الذي يستقبل هذه الرسائل دون رغبته الحق في مقاضاة هذه الشركات ، والمطالبة بالتعويض عن كل رسالة تصل إليه ، وخاصة إنها ليست بالخطأ بل إنها بطريق التعمد والإصرار؟.
قلت : لكل إنسان أن يطالب بالتعويض عن أي ضرر يلحقه ، وبخاصة إذا كان الضرر للغير يقابله نفع للضار فلا يجوز أن يجني هذا الضار ثمرة ضرره على حساب الغير . بيد أن كل ضرر يحتاج إلى توفر أركان المسؤولية وهذا موضوع آخر طريقه أبواب المحامين وقاعات المحاكم .
والخلاصة أن على هذه الشركات أن تتوقف عن بثَّ هذه الرسائل إلا إذا كانت مطلوبة ومختارة من المشترك ، وإلا فقد تفاجأ يوماً ما بطلبات التعويض من المتضررين .
اللهم إنا نعذ بك من أن نظلِم أو نُظلم أو نجهل أو يجهل علينا .
ص.ب 14873 جدة 21434 – فاكس : 6534238
التصنيف: