رحم الله ملك القلوب (1 -2)
ودع الوطن فقيده الغالي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يوم الجمعة 3 ربيع الثاني 1435هـ الى مثواه الاخير بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره.
ودع الوطن المليك المفدى الذي ملك قلوبنا وعقولنا وزرع فينا محبته كما زرع فينا قيما ومثلا واخلاقا ليس لها وجود في هذا العصر مخاطباً شعبه الوفي في كلمات موجزة مؤثرة نابعة من قلب رحيم عطوف( يعلم الله انكم – يقصد شعبه – في قلبي ، احملكم واستمد قوتي من الله ثم منكم فلا تنسوني من دعواتكم).
هكذا ، ملك القلوب منذ عرفناه رئيساً للحرس الوطني ثم ولياً للعهد فملكاً محباً لشعبه الوفي ووطنه الغالي عشنا معه وعاش معنا داخل قلوبنا وعلى السنتنا وعند كل صلاة نتوجه بها الى الله تعالى ندعو له لانه عاش معنا حياة الاولياء والصالحين والموحدين وجعلنا – ملك القلوب – نحس في وجوده بامان الدنيا كلها.
وها هو يرحل عنا، وقد اختاره الخالق عز وجل الى جاره بعد ان ادى الامانة بشهادة شعبه الوفي – امانة المسؤولية الكبرى في رعاية شعبه صحياً وتعليمياً واجتماعياً – طوال فترة حياته بالاضافة الى شعوب الامتين العربية والاسلامية.
نعاهد الله بانك – يا ملك القلوب – نظل نذكرك دائماً على مدى الحياة عما قدمته من اعمال جليلة في خدمة الدين ثم الوطن والشعب مبتغياً طاعة الله عز وجل واعلاء دينه ثم خدمة وطنه وشعبه والدفاع عن قضايا الامتين العربية والاسلامية.
وجاء في صدر كلمته التي وجهها الى شعبه ابان مواجهة الفتنة( كم انا فخور بكم – والمفردات والمعاني تعجز عن وصفكم اقول ذلك ليشهد التاريخ وتكتب الاقلام وتحفظ الذاكرة الوطنية بانكم صمام الامان بعد الله لوحدة هذا الوطن وانكم صفعتم الباطل بالحق والخيانة بالولاء وصلابة ارادتكم المؤمنة).
واضاف ملك القلوب : (ايها الشعب الكريم : اسمحوا لي ان اخاطب العلماء في هيئة كبار العلماء او خارجها الذين وقفوا ديانه للرب عز وجل – وجعلوا كلمة الله هي العليا في مواجهة صوت الفرقة ودعاة الفتنة ولا انسى مفكري الامة وكتابها الذين كانوا سهاماً في نحور اعداء الدين والوطن والامة – وبكل اعتزاز – اقول للجميع ولكل مواطن ومواطنة ان اي امة ترفع كلمة الحق لا خوف عليها وانتم في قلبها: الامناء على الدين واستقرار هذا الوطن – ايها الرجال البواسل في كافة القطاعات العسكرية واخص بالذكر اخوانكم رجال الامن في وزارة الداخلية انكم درع هذا الوطن واليد الضاربة لكل من تسول له نفسه للمساس بامنه واستقراره بارد الله فيكم وفي كل ما تقومون به).
رحمك الله – يا ملك القلوب – واسكنك الله جنات الخلد :
“يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي”.
“إنا لله وإنا إليه راجعون”.
التصنيف: