رحم الله زنبيل ايام زمان

• علي محمد الحسون

•• ذات يوم من عام مضى ارتفعت اسعار اللحوم في بريطانيا حداً كبيراً الامر الذي تصدت له سيدات بريطانيا المكلفات بمؤنة المنزل فاتخذن قرارهن بعدم شراء تلك “اللحوم” وبعد ايام من هذا التوقف هبطت الاسعار الى النصف لان المعروض كان فائضاً عن الطلب بهذه العقلية الاقتصادية الواعية عالجن ذلك السعار والجشع في الاسعار لهذا استغرب وأنا استمع في بعض مجالسنا لتلك الشكوى التي يطلقها البعض متذمرين من ارتفاع الاسعار والتي اصبحت على حد قولهم – نار – وانه مجبر على “الشراء” وتسأل لماذا هو مجبر يقول لك ان “الطماطم” كمثال لابد منها وان سعرها وصل الى اكثر من عشرة ريالات ويقول لك بالفم المليان لابد من شراء مؤنة شهر ولهذا لابد ان اشتري اكثر من كيلو وغير ذلك من المواد الغذائية قلت في نفسي ان هذا اللهاث في الشراء هو السبب الرئيسي في ارتفاع الاسعار وهو خلف ذلك – الجشع – الذي يجد البائع نفسه – مستلذاً – به: فلو اكتفينا بربع تلك الكمية في كل ما نشتريه لاستطعنا ان نحد من هذا الارتفاع في الاسعار ولوجد ذلك البائع نفسه مضطراً على البيع بالسعر المعقول خشية ان تكسد لديه مواده الغذائية.
ان شهوة “الشراء” لدى اكثرنا في اغلبها اصبحت محاكاة للآخرين وللكماليات اكثر منها للضرورة. فانت عند ذهابك الى حلقة الخضار او الى أحد السوبر ماركات وتشاهد تلك العربات تصاب الاندهاش وتسأل هل كل هذا هم في حاجة اليه؟
الله يرحم ايام زمان عندما كان الواحد يكتفي بما يحمله “زنبيل المقاضي” كل يوم.

التصنيف:

2 Responses

  1. سبق و أن كتبت لنفسي دواء لأخذه بين الحين و الأخر فدكتوري المعالج البرفيسور علي حسون

    عندما يكتب لي الروشته وأقرأها أشعر بتحسن فوري في نفسي وبالذات في دواخلي

    أسلوب سلس جميل وكلمات ممزوجه من الماضي و الحاضر أخذها مع كوب الشاي فأشعر

    بتحسن فوري … زنبيل أيام زمان ياسلام على حلاوة الزنبيل و أيامه

    قبل أيام قرأت مقاله لأحد الدكاتره وكانت الفكره ممتازه ولكن الطرح أسوأ ما يكون ومن هنا

    أدركت أن الشهادات العلميه لا دخل لها بصقل الموهبه الفطريه لدى الكاتب … حفظك ربي أستاذي

    علي حسون و سدد خطاك

  2. لارقابة حكومية او شعبية بدعوى السوق المفتوح وواقع العرض و الطلب وهذا خطأ وسببه انعدام الوعي والحكمة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *