[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]طلال محمد نور عطار[/COLOR][/ALIGN]

فوجئت بانتقال ابن العم الغالي منصور حسين عطا إلى رحمة الله تعالى فقد قررت زيارته قبل وفاته ببضعة أيام إذ وجدت نفسي – لا شعورياً – أن هناك دافعاً قوياُ للقيام بهذه الزيارة بعد أن رأيته آخر مرة مستلقياً على السرير الأبيض في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية فلمست يده، فإذا به – يرحمه الله – يضمها إلى صدره مشيراً إلى أنه مسرور لرؤيتي فحمدت الله حمداً كثيراً فيما هممت بالرحيل طلب مني البقاء فبقيت بعض الوقت فاذا به ينام بهدوء تام، تركته وأنا مرتاح بأنني سأراه عما قريب كما عهدته في صحة وعافية ولكن شاءت إرادة الله أن يترك دار الفناء في يوم الثلاثاء 18 رجب 1434هـ الموافق 28 مايو (ايار) 1434ه.
عرفته عن كثب فكان نعم القريب إلى القلب والقريب إلى الذهن فلم ينقطع التواصل بيننا عبر الهاتف الثابت الذي لم يكن معروفاً سواه، حتى مع ظهور الهاتف الجوال النقال كنا على اتصال بين الحين والآخر.
وكان آخر ما اهديته كتابي \”منظمة التجارة العالمية منذ النشأة وحتى اليوم\” قبل أن يصاب بمرضه المفاجيء الذي أفقده التحدث بصوت مسموع كما اهديته \”قاموس المسافر\” انجليزي / عربي.
وكان،رحمه الله، بمثابة الأخ العزيز الذي أسعد كثيراً بلقائه والالتقاء به وأشعر براحة لا توصف فاجأني وانا لم ازل طالباً بالجامعة بشراء مساهمة لي في أرض العريجا في مدينة الرياض وأسهم في شركة الفنادق والمناطق السياحية دون أن أطلب منه، فشكرته على هذه البادرة الكريمة فقال : ادعو الله بالصحة والعافية.
ذهبت معه – يرحمه الله – للسلام على سمو الأمير عبدالله الفيصل في قصره فعرفني على سموه وقدم له كتاب \”التمثيل الدبلوماسي والقنصلي بين المملكة العربية السعودية والعالم الخارجي فتناول سموه الكتاب واطلع على إهدائي الكتاب لسمو الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية واطلع أيضاً على محتوياته وتوقف ملياً أمام \”مدخل الكتاب: الذي أشرت فيه إلى نشأة وزارة الخارجية فاعجب بالتسلسل التاريخي قائلاً:\” احسنت – يا ابني – أن اتخذت التاريخ الهجري والميلادي فأنا لا أعرف إلا الهجري كما أحسنت في تسلسل نشأة البعثات الدبلوماسية وحرصت على بقاء اسماء البعثات كما هي.\” شكرت سموه على أريحيته في الثناء على الكتاب وإعجابه به، فأمر بشراء نسخ من الكتاب، وبعد تناول الغذاء التفت سموه إلى \”أبي سميح\”قائلاً:\” خالي جماعتك يراجعوا المستشفيات\”!
هكذا ،كان،رحمه الله رحمة واسعة ،- ديدنه – أنى ذهب مساعدة الآخرين إما بالمال وإما بطلب العلاج ولم يكتف بالأمراء في طلب المساعدات للأيتام والأرامل وإنما أيضاً مع المؤسسات الخيرية كهيئة الإغاثة الإسلامية أبان فترة أمينها العام الأسبق (فريد قرش) كان يشاركه في زياراته التفقدية حتى أشرف بنفسه على توزيع مساعدات الهيئة في بلدان وقرى نائية في قارتي آسيا وإفريقيا حتى اختياره لعضوية أحد مجالس الجامعات الباكستانية – لا يحضرني اسمها الآن لاتقانه اللغة الانجليزية كتابة ونطقاً.
رحم الله فقيدنا الغالي الذي كان حنوناً طيباً يتفانى في خدمة الإسلام والمسلمين ويسعى بطيبة نفس في جمع التبرعات لبناء المساجد أو المساعدة في ترميمها أو تغيير اللمبات والفرش فيها أو مستلزمات النظافة تغمد الله الفقيد الغالي بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته. \”إنا لله وإنا إليه راجعون\”.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *