رحل «عالم» وبقيت مآثره
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]مصطفى محمد كتوعة[/COLOR][/ALIGN]
في حياة كل منا ذكريات هي بالنسبة لنا كتاب مفتوح يشدنا الحنين اليه لنتصفحه ونعانق تفاصيل حميمة عن الأحبة والأصدقاء الذين تقاسمنا معهم اوقات ولقاءات واشغال وجلسات وخواطر ومواقف، ولذلك بقدر ما تمنحنا الحياة خبرة وأحكامًا وانطباعات فإن الذكريات هي مخزون كل هذا الرصيد حيث نعود الى ذكرياتنا وذاكرتنا ونستلهم منها الدروس والعبر كما نسترجع السير الطيبة لمن لهم في نفوسنا محبة ومكانة، وما ذاكرة المجتمع الا من فيض ذاكرة الاجيال، كما أن العلاقات الاجتماعية والوفاء لها هي من معين الذكريات عندما نتذكر فصولا من الحياة الماضية ونتذكر الرجال والنفوس الطيبة وما كنت عليه العادات والتقاليد التي عشناها.
ولهذا أعتبر الذكريات قيمة عظيمة في نفسي وعقلي ورصيدي الاجتماعي الذي أعتز به، وكما قلت ان الذكريات تحرضنا على الوفاء وتجعلنا نمسك بخيوطه تجاه الاحبة والاصدقاء ممن تقاسمنا معهم الخبز والملح، وهذا الرباط يجعلنا دائما على حنين الى هؤلاء الاحبة وما نحمله تجاههم من أطيب المشاعر وتدعو الله لهم بالخير ممن يقاسموننا الحياة وان يبارك في اعمالهم وندعو بالرحمة والمغفرة لإخواننا الذين سبقونا وغيبهم الموت عن دنيا الفناء.
لقد تذكرت مراحل من الماضي وأنا اخط هذه الكلمات وتذكرت انسانا عزيزا علي وصديقا ارتبطت معه بصداقة غالية وأمضينا سنوات معا في مكة المكرمة وجدة وأشعر كثيرا بافتقاده وهو اخي المهندس فؤاد عبدالحميد عالم رحمه الله رحمة واسعة، وهل الانسان منا الا سيرة وصورة ومواقف فيتذكره اخوانه بالخير ويدعون له، أعزي نفسي والاحبة ابناءه طارق فؤاد عالم وعمار فؤاد عالم وعبدالحميد فؤاد عالم وآل عالم. رحمك الله يا أخي فؤاد وأسكنك فسيح جناته، ويا أبنائي أذكركم بأن والدكم رحمه الله كان كريما وذا خلق رفيع في معاملة الناس وكان لسانه ذاكرا وقلبه خاشعاً خشوع الأتقياء، وهذا ديدن هؤلاء الأحبة الذين لهم بصمات مضيئة تجاه مجتمعهم ويتسمون بالوفاء تجاه احبتهم ورصيدهم ولله الحمد من المحبة كبير.
لقد استرجعت شريط الذكريات ووجدت نفسي متنقلا الى ماضٍ جميل مع اخي المهندس فؤاد عالم أعتز كثيرا بأواصر المحبة لهم ولكل الاصدقاء.
إن من هم في جيل الأجداد مثلي تراهم أكثر حرصاً على التواصل ويشعرون دائما بالانتماء الى زمن جميل ارتبطنا فيه بصداقات ناصعة ومحبة خالصة في الله بغير حياة اليوم التي شغلت الإنسان.
إن مصاحبة الاخيار امر مهم في هذه الدنيا، وقد قال تعالى: \”الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين\”. نسأل الله ان يجمعنا في الدنيا والآخرة بمن نحب ممن سكن الإخلاص والوفاء قلوبهم وحرصوا على التواصل حرصهم على صلة الارحام، فالصداقة والمحبة وعلاقة الاخاء لها شأن عظيم في الاسلام لأنها أحد أهم روابط المجتمع، وقد قال صلى الله عليه وسلم: \”المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل\”، وإذا كنت أعتز بشيم الوفاء والإخلاص التي جبلنا عليها فإنني أتمنى لو أن شباب اليوم الابناء والاحفاد يحرصون على هذه الفضيلة، فالتواصل جسر محبة الى القلوب وبينها، وقد ذكرت الاخوة الاحبة من بيت الغانمي للتدليل على أن الانسان عندما يحرص على فضيلة الوفاء وصدق الصداقة ومواقفها انما هي رصيد من الخير في الدنيا ونسأله سبحانه أن نكون من صحبة الاخيار دائما قولا وعملاً. ولنجعل ذكرياتنا طيبة وناصعة بصداقة الاخيار الطيبين والنفوس الكريمة. رحمك الله يا باش مهندس فؤاد واسكنك فسيح جناته. \”إنا لله وإنا إليه راجعون\”.
حكمة: اللهم اجعلني ممن دعاك فأجبته.
للتواصل 6930973
التصنيف: