[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد بشير علي كردي[/COLOR][/ALIGN]

شاركتني رشا فطور الصباح، فهي مغرمة باللبنة والجبنة البيضاء والزيتون والزيت والزعتر والخبز العربي وفنجان الشاي الأسود على المائدة وفنجان القهوة فيما بعد مصحوباً بكأس ماء مطيب بماء الكادي الطائفي، ورغبت في المزيد من الدردشة عن رحلتي لليابان مستهلة \”بـهل\”: هل لليابان اهتمام بقضايا الشرق الأوسط الساخنة أم أنها لا تزال كما يقول البعض تدور في فلك الولايات المتحدة الأمريكية؟ لا بد بأن تسلم الاشتراكيين للحكم في اليابان قد أزعج الأمريكان الذين لا زالت لهم قواعد عسكرية في اليابان، وقد قرأت بأن الحكومة اليابانية قد طلبت من قائد القاعدة في أوكيناوا تسليمها عسكرياً أمريكياً قتل مواطناً يابانياً في حادث مروري، أعرف أن الاشتراكيين ومن قبل أن يصلوا إلى الحكم يطالبون بتقليص الوجود الأمريكي على أراضيهم فهل بوسعهم تحقيق ذلك؟ وما قول اليابانيين في الفوضى السياسية التي تعم معظم دول الشرق الأوسط؟ وهل يحملون حكام إسرائيل اليمينيين العنصريين المتطرفين مسؤولية جمود مفاوضات السلام مع الفلسطينيين؟ وهل يستنكرون ما يجري في القدس ويدينون الحصار؟ .. وهل وهل وهل؟.
أشرت لها بيدي أن تتمهل وقلت : كثرت الأسئلة وتشعبت المواضيع، كنت أتوقع أن تستفسري عن الجديد في عالم الموضة بعد أن أخذت بيوت الأزياء اليابانية تنافس مثيلاتها الفرنسية والإيطالية. قالت لي والإسبانية أيضا وأضافت بأنها، ومنذ أن شددت الرحال إلى اليابان، قدرتُ بأن رحلتك لن تكون للراحة والاستجمام فقط، وقلت لنفسي إن جارنا السفير لن يفوت الفرصة وسيلتقي برجال السياسية والإعلام ، فأخذت أتخيل شكل تلك اللقاءات وما قد يدور فيها من أحاديث، فسجلت في ذاكرتي النقاط التي سمعتها لتكون محور حديثي معك، علَّ ذلك الجهد يقودني في المستقبل إلى بوابة المعهد الدبلوماسي بمدريد.
طالعت وجهها فرحاً بما هي عليه من وعي سياسي، وقلت لنفسي هذه طبيعة الأنثى، وهبها الله بعد النظر وحب اكتشاف المستقبل، أليست ابنة اليوم هي أُمٌ في المستقبل؟ والأم يهمها أن يعم السلام حفاظاً على حياة أطفالها؟ ورشا تعرف أن مفتاح السلام هو في سلام مدينة السلام، القدس، وأن كل ما يقلق العالم من فِتَنٍ تُنْسَبُ للقاعدة ولمن يسير في ركابهم ما كانت لتوجد لو أن فلسطين لم تُغْتَصَبْ وبيت المقدس لم يقع في الأسر، لا بد أن الحليب الذي رضعته رشا من صدر والدتها الفلسطينية الأصل عَمِلَ عمله ورتب أوليات اهتماماتها. ويبدو أنني أطلت النظر في وجهها فأبدت دهشتها وأعادتني إلى طبيعتي لأقول لها بأن كل ما تصورته عني وأنا في اليابان قد حصل، وأنني التقيت بعدد من أصدقائي الصحفيين وسمعت من معظمهم أنهم مع الرأي القائل بأن إسرائيل لا تنوي السلام إطلاقا وأنها تماطل على أمل توسع نطاق الفوضى والشغب في البلدان المجاورة لها فتهود الأراضي التي احتلتها بحرب 1967بحيث لا يجد الفلسطينيون أرضا لدولتهم التي يقاتلون ويتقاتلون من أجلها.
اكتفت رشا بهذا القدر من الحديث لتلحق بالحصة الدراسية الأولى على أمل مواصلة الدردشة في يوم قادم بإذن الله.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *