[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د.إبتسام بوقري[/COLOR][/ALIGN]

أصوات نسائية شاكية باكية تتردد في مجتمعنا كصدى لتعامل رجل ما .. زوج، أخ ،أب أوحتى إبن .. كلهن يتشاركن الألم والمعاناة من سوء معاملة ذلك الطرف الذكوري الذي ُفرض عليهن وجوده في حياتهن وجعلها جحيماً لايطاق .
ولو قصصت بعض الحكايات التي أعرفها أوسمعت عنها لسودت صفحات وصفحات دون أن تنتهى، لكن سأتحدث إستناداً إلى فكرة سائدة في عقول رجال بلدنا والدول الخليجية والعربية -إلا من رحم ربي-أنه هو السيد وأنها كائن تابع له لاتملك من أمرها شيئاً سوى طاعته، حتى وإن كان أقل منها عقلاً وحكمة أو مالاً فهو لايقيم لها وزناً ليس كإنسان فضلاً عن شريكة حياة ، ويستطيع بحرية تامة أن يوجه لها كل أنواع الإهانة والإساءة اللفظية والجسدية دون أن يخشى لومة لائم ولاحساب ولاعقاب من أحد – طبعاً هو لم يفكر في حساب خالقه في الآخرة وإلا لما تجاوز حدوده أصلاً – وحتى وإن عبرت المرأة عن رفضها لذلك ولجأت لأهلها فغالباً مايوجه اللوم لها بأنها ربما قصرت في حقه .
أو لم تصبر بما يكفي عليه!! وينصحونها بل يرغمونها على العودة له مكسورة الجناح والخاطر ، فيتمادى في سوء معاملتها وتفقد مابقي لها من إحترام أمامه . ولست أدعو النساء للتمرد والخروج على أزواجهن إنما أذكر كل إمرأة أنها إنسان له حقوق مثلما عليه واجبات وأن أهم حق لها هو أن تشعر بقيمتها وكرامتها ومن خلال دراستي لعلم النفس أن الحاجة للتقدير والإهتمام من أولويات الحاجات الإنسانية التي لابد من إشباعها لأنها تؤثر على توازن الفرد النفسي.
ومن خلال تجارب سابقة كثيرة في الواقع وحتى لقاءات شاهدتها في الفضائيات أن المرأة التي تقبل الإهانة والعنف اللفظي أو الجسدي مرة وتصمت إزاءه فهي ستتعرض له مراراً لأن من يتطاول عليها لم يجد أي مقاومة أو موقف منها فيظن أنها راضية بهذا الوضع، والمستفز حقاً وجود من يرى أنه إذا لم تكن هناك آثار ضرب مبرح على جسد المرأة فهي بخير!! وكل ما سواه يهون – بل حتى الضرب نفسه قد يصبح عادياً مع التكرار – وبهذا المعنى أستوقفتني عبارة رائعة في كتاب (تكفيني منك .. لغة اللؤلؤ) للأديبة والكاتبة المبدعة أ.أمجاد رضا – وأتمنى أن يقرأه الجميع – قالت فيها : « في مجتمعاتنا العربية مازلنا نبحث عن آثار العنف على جسد المرأة ولانكترث بآثار العنف على جدار قلبها !! «
وأوجه سطوري الأخيرة للقاريء الرجل بأن ينزع عنه ثوب الرجولة الوهمية بفرض نفسه بشكل يسيء للمرأة وأن يحقق لها بعض الإحتياجات الهامة ليكون رجلاً بمعنى الكلمة. وهذه المطالب وصلتني من سيدات فاضلات وهي بإختصار : تقدير المرأة وإحترامها – أن تكون الزوجة في أولويات الزوج وليس في آخر القائمة – أن يُثمن عطاءها ولايسخر منها ولامن مشاعرها- أن يمنحها الإحساس بالأمان ولايهددها بالطلاق أو الزواج عليها – أن يكون زوجاً وفياً حقاً يعبر لها عن حبه وإهتمامه ويمنحها ماتستحقه بقدر مايستطيع .. وبهذا يصل لتحقيق معادلة المودة والرحمة التي هي أساس الزواج الناجح في شرع الله.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *