علي محمد الحسون

** هذا موضوع قد كتب فيه الكثير ولازال يكتب عنه لأنه لا نهاية له على ما يبدو، فهؤلاء الذين نراهم عند الإشارات المرورية في أواخر الليل من النسوة والأطفال أمرهم محير فهم يكادون أن يكونوا من مستلزمات تلك المواقع في ذلك الوقت من الليل. صادف ذات مرة أن رأيت سيارة \”محترمة\” تقف في أسفل الكوبري \”المربع\” وكان هؤلاء النسوة يتسللن للركوب فيها وكأنهن في حالة تجميع لهن تقوم به تلك السيارة، وهذا يدل على أن هناك جهة ـ ما ـ تقوم بتوزيعهن على مناطق معينة وفي أوقات محددة. إذن هناك \”شبكة\” هي التي تقوم بهذا العمل الذي يقال إنه يدر أموالاً قيل ذات مرة انها تتخطى خانة الألوف.
لقد سبق أن ذكرنا أكثر من مرة أن اعطاءهم التأشيرات باسم العمرة أو حتى الزيارة أمر يحتاج إلى توقف فهؤلاء معظمهم يعانون من \”عاهات\” تقعد بهم من القيام بواجبات \”العمرة\” مما سيسقط عنهم القيام بها فبالتالي لا يستحقون اعطاء تاشيرة عمرة ومنع تأشيرة الحج أوجب لعدم توفر شرط الاستطاعة، لكن على ما يبدو أن شركات العمرة والحج هي من يراجع السفارات للحصول على التأشيرات أو هناك من يتوكل عن هذه الشركات فموظف القنصلية.. لا يرى طالب التأشيرة فهو يشاهد جواز سفر فقط وإلا لو شاهده وهو بتلك الإعاقة لرفض اعطاءه التأشيرة، هذا هو التبرير الوحيد الذي أراه أمامي ولا أريد أن يذهب بي خيالي إلى سبب آخر خلف حصولهم على هذه التأشيرات وهي بالعشرات نظراً لأعدادهم الكبيرة المنتشرة في الأسواق وعند الإشارات المرورية وفي ميادين الحرمين الشريفين.
ذات مرة وكنا في مدينة \”خوا\” في أوزبكستان ونحن ندخل تلك الأماكن الأثرية صدف أن رجلاً \”عجوزاً\” كان يقف في ظل جدار بدا لنا أنه يبحث عن مساعدة فتحرك أحدنا وناوله بعض النقود التي تردد الرجل في بادئ الأمر من أخذها ولكن قبل أن تمتد يده لأخذها \”نبت\” شخصان فجأة وراحا يضربانه بشدة على هذا الفعل منه.
إنها صورة المحافظة على واجهة البلد.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *