[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي محمد الحسون[/COLOR][/ALIGN]

** كان ذلك الرجل في ذلك الزمان في بداية الثمانينات الهجرية يأتي وعلى ساعده مجموعة من الرسائل يقوم بتوزيعها على عناوينها وهي عناوين في الغالب تكون على \”دكاكين\” في الاسواق. حيث لا توجد عناوين منازل الا ما ندر جداً. ثم تطور الحال مع ذلك الرجل ان امتطى \”دراجة هوائية\” يضع في خلفها كيساً يقال عنه \”خُرْج\” يحشو من جانبيه تلك الرسائل البريدية. حيث لا شوارع مسماة ولا ارقاما على البيوت. في ذلك الزمان يكفي ان تكتب على الظروف دكان عم صالح في شارع العينية. او في سوق العياشة ويسلم الخطاب الى فلان الفلاني. وهذا كان كافيا فعم صالح معروف لدى الجميع فيوصل اليه الخطاب الذي يسلمه عم صالح لصاحبه. هكذا كانت الامور بسيطة سهلة وميسرة. فكل سكان المدينة لا يتعدون عشرات الالوف ومساحة حركتهم معروفة و\”مشبورة\” ايضا ويكادون يعرفون بعضهم البعض ان لم يكن بالاسم فهو بالشكل ايضا فالوجوه مألوفة ومعروفة. الآن تغير الحال وتوسعت \”المدن\” واستقبلت بلادنا هجرة واسعة من شتى اصقاع الارض وتداخلت الاشكال والسحنات وتباعدت الاحياء وتشتت \”الناس\” بل اصبحوا يعيشون في غربة مع بعضهم البعض. فأنا اتحدى ان يعرف الانسان كل من يشاركه سكن العمارة التي يسكن فيها بعد ان كان لا يمكن ألا يهتم بجاره الذي يسكن في الحي أو في الاحياء القريبة منه. هذا الحال الذي تغير من البريد الذي كان يدور على قدميه ومن ثم على دراجة هوائية ويوزع ما يحمله على \”دكان عم صالح\” ايام كانت..

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *